نام کتاب : حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة نویسنده : عماد بن زهير حافظ جلد : 1 صفحه : 43
المبحث الثاني: في بيان موضع الحمد وغايته
يحمد الله ذاته الشريفة بعد ضربه لهذا المثل المقصود منه إبطال ما عليه المشركون من الشرك به، وذلك بنفي التساوي بينه تعالى وبين ما يشركون. وقد جاء الحمد بقوله {الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون} .
وإنما حمد الله ذاته ـ في هذا المقام ـ لظهور البينة وقوّة الحجة على المشركين بهذا المثل المطابق للغرض والكاشف عن المقصود [1] .
وقيل ـ أيضاً ـ في مناسبة مجيء الحمد هنا: أي على ما هدى أولياءه وأنعم عليهم بالتوحيد، أو الحمد كله لله لا يستحقّه شيء من الأصنام؛ إذ تبيّن من المثل اختصاص الله بالإنعام فوجب أن يختصّ بالحمد وحده [2] .
وأرى أنّ المناسبة الأولى هي الأقوى، لِما أنّ المقام ـ ههنا ـ في ضرب المثل الذي يراد به إثبات الحجة على المشركين ونقض شركهم، ويؤيده ـ أيضاً ـ ما عُقِّب به الحمد بقوله {بل أكثرهم لا يعلمون} والمراد أي أكثرهم لا يعلمون قوة هذه الحجة وظهور البينة عليهم بهذا المثل مع أنها في غاية ظهورها ونهاية وضوحها. وإن كان القولان الآخران مرادين ومعتبرين والله أعلم بمراده.
لطيفتان:
الأولى: في حمد الله ذاته في هذا المقام إشارة إلى المؤمنين بأن يحمدوه سبحانه عند ظهور الحقّ وبيان حجّته وإلزام المعرضين به.
الثانية: في قوله تعالى {بل أكثرهم لايعلمون} أُسْنِد نفي العلم إلى أكثرهم للإشعار [1] انظر: تفسير ابن كثير ج2 ص 578؛ التفسير الكبير للفخر الرازي ج20 ص85؛ محاسن التأويل للقاسمي ج10 ص 135. [2] انظر: تفسير الطبري ج14 ص100؛ تفسير القرطبي ج10 ص 148؛ تفسير أبي السعود ج5 ص130؛ التفسير الكبير للفخر الرازي ج20 ص 85؛ التحرير والتنوير ج14 ص 226.
نام کتاب : حمد الله ذاته الكريمه في آيات كتابه الحكيمة نویسنده : عماد بن زهير حافظ جلد : 1 صفحه : 43