نام کتاب : صفوة التفاسير نویسنده : الصابوني، محمد علي جلد : 1 صفحه : 105
أي وأن يؤمن بالملائكة والكتب والرسل {وَآتَى المال على حُبِّهِ ذَوِي القربى} أي أعطى المال على محبته له ذوي قرابته فهم أولى بالمعروف {واليتامى والمساكين وابن السبيل} أي وأعطى المال أيضاً لليتامى الذين فقدوا آباءهم والمساكين الذين لا مال لهم، وابن السبيل المسافر المنقطع عن ماله {والسآئلين وَفِي الرقاب} أي الذين يسألون المعونة بدافع الحاجة وفي تخليص الأسرى والأرقاء بالفداء {وَأَقَامَ الصلاة وَآتَى الزكاة} أي وأتى بأهم أركان الإِسلام وهما الصلاة والزكاة {والموفون بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ} أي ومن يوفون بالعهود ولا يخلفون الوعود {والصابرين فِي البأسآء والضراء وَحِينَ البأس} أي الصابرين على الشدائد وحين القتال في سبيل الله وهو منصوب على المدح {أولئك الذين صَدَقُواْ وأولئك هُمُ المتقون} أي أهل هذه الأوصاف هم الذين صدقوا في إِيمانهم وأولئك هم الكاملون في التقوى، وفي الآية ثناء على الأبرار وإِيحاء إِلى ما لا يلاقونه من اطمئنان وخيراتٍ حسان.
{ياأيها الذين آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القصاص فِي القتلى} أي فرض عليكم أن تقتصوا للمقتول من قاتله بالمساواة دون بغي أو عدوان {الحر بِالْحُرِّ والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} أي اقتصوا من الجاني فقط فإِذا قتل الحرُّ الحرَّ فاقتلوه به، وإِذا قتل العبد العبد فاقتلوه به، وكذلك الأنثى إِذا قتلت الأنثى، مثلاً بمثلٍ ولا تعتدوا فتقتلوا غير الجاني، فإِن أخذ غير الجاني ليس بقصاص بل هو ظلم واعتداء {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} أي فمن تُرك له من دم أخيه المقتول شيء، بأن ترك وليُّه القود وأسقط القصاص راضياً بقبول الدية {فاتباع بالمعروف وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} أي فعلى العافي اتباعٌ للقاتل بالمعروف بأن يطالبه بالدية بلا عنفٍ ولا إِرهاق، وعلى القاتل أداءٌ للدية إِلى العافي - ولي المقتول - بلا مطل ولا بخس {ذلك تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ} أي ما شرعته لكم من العفو إِلى الدية تخفيف من ربكم عليكم ورحمة منه بكم، ففي الدية تخفيف على القاتل ونفع لأولياء القتيل، وقد جمع الإِسلام في عقوبة القتل بين العدل والرحمة، فجعل القصاص حقاً لأولياء المقتول إِذا طالبوا به وذلك عدل، وشرع لديه إِذا أسقطوا القصاص غير القاتل وذلك رحمة {فَمَنِ اعتدى بَعْدَ ذلك فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي فمن اعتدى على القاتل بعد قبول الدية فله عذاب أليم في الآخرة {وَلَكُمْ فِي القصاص حياوة ياأولي الألباب} أي ولكم - يا أولي العقول - فيما شرعت من القصاص حياةٌ وأيُّ حياة لأنه من علم أنه إِذا قتل نفساً قُتل بها يرتدع وينزجر عن القتل، فيحفظ حياته وحياة من أراد قتله وبذلك تُصان الدماء وتحفُظ حياة الناس {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أي لعلكم تنزجرون وتتقون محارم الله ومآثمه {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الموت} أي فرض عليكم إِذا أشرف أحدكم على الموت وقد ترك مالاً كثيراً {الوصية لِلْوَالِدَيْنِ والأقربين} أي وجب عليه الإِيصاء للوالدين والأقربين {بالمعروف حَقّاً عَلَى المتقين} أي بالعدل بأن لا يزيد على الثلث وألا يوصي للأغنياء ويترك الفقراء، حقاً لازماً على المتقين لله وقد كان هذا واجباً قبل نزول آية المواريث ثم نسخ بآية المواريث {فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ} أي من غيَّر هذه الوصية بعد ما علمها من وصيّ أو شاهد {فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الذين يُبَدِّلُونَهُ} أي إِثم هذا التبديل على الذين بدّلوه لأنهم خانوا وخالفوا حكم الشرع {إِنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ} فيه وعيد شديد للمبدِّلين {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً} أي فمن علم أو ظنَّ من الموصي ميلاً عن الحق بالخطأ {أَوْ إِثْماً} أي ميلاً عن الحق عمداً {فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} أي أصلح بين الموصي والموصَى
نام کتاب : صفوة التفاسير نویسنده : الصابوني، محمد علي جلد : 1 صفحه : 105