نام کتاب : صفوة التفاسير نویسنده : الصابوني، محمد علي جلد : 1 صفحه : 112
الخيط مثل يزيد حتى يمتلئ ويستوي ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا لا يكون على حالة واحدة كالشمس فنزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهلة ... } الآية.
التفسير: {وَلاَ تأكلوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بالباطل} أي لا يأكل بعضكم أموال بعض بالوجه الذي لم يبحه الله {وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الحكام} أي تدفعوها إِلى الحكام رشوة {لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ الناس بالإثم} أي ليعينوكم على أخذ طائفة من أموال الناس بالباطل {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنكم مبطلون تأكلون الحرام {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهلة} أي يسألونك يا محمد عن الهلاك لم يبدو دقيقاً مثل الخيط ثم يعظم ويستدير ثم ينقص ويدق حتى يعود كما كان؟ {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والحج} أي فقل لهم إِنها أوقات لعبادتكم ومعالم تعرفون بها مواعيد الصوم والحج والزكاة {وَلَيْسَ البر بِأَن تَأْتُواْ البيوت مِن ظُهُورِهَا} أي ليس البر بدخولكم المنازل من ظهورها كما كنتم تفعلون في الجاهلية {ولكن البر مَنِ اتقى} أي ولكنَّ العمل الصالح الذي يقرّبكم من الله في اجتناب محارم الله {وَأْتُواْ البيوت مِنْ أَبْوَابِهَا} ادخلوها كعادة الناس من الأبواب {واتقوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} أي اتقوا الله لتسعدوا وتظفروا برضاه {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله الذين يُقَاتِلُونَكُمْ} أي قاتلوا لإِعلاء دين الله من قاتلكم من الكفار {وَلاَ تعتدوا إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المعتدين} أي لا تبدءوا بقتالهم فإِنه تعالى لا يحب من ظلم أو اعتدى، وكان هذا في بدء أمر الدعوة ثم نسخ بآية براءة
{وَقَاتِلُواْ المشركين كَآفَّةً} [الآية: 36] وقيل نسخ بالآية التي بعدها وهي قوله {واقتلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُم} أي اقتلوهم حيث وجدتموهم في حلّ أو حرم {وَأَخْرِجُوهُمْ مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ} أي شرّدوهم من أوطانهم وأخرجوهم منها كما أخرجوكم من مكة {والفتنة أَشَدُّ مِنَ القتل} أي فتنة المؤمن عن دينه أشدُّ من قتله، أو كفر الكفار أشد وأبلغ من قتلكم لهم في الحرم، فإِذا استعظموا القتال فيه فكفرهم أعظم {وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ المسجد الحرام حتى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ} أي لا نبدءوهم بالقتال في الحرم حتى يبدءوا هم بقتالكم فيه {فَإِن قَاتَلُوكُمْ فاقتلوهم} أي إِن بدءوكم بالقتال فلكم حينئذٍ قتالهم لأنهم انتهكوا حرمته والبادي بالشر أظلم {كَذَلِكَ جَزَآءُ الكافرين} أي هذا الحكم جزاء كل من كفر بالله {فَإِنِ انتهوا فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} أي فإن انتهوا عن الشرك وأسلموا فكفّوا عنهم فإِن الله يغفر لمن تاب وأناب {وَقَاتِلُوهُمْ حتى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدين للَّهِ} أي قاتلوا المحاربين حتى تكسروا شوكتهم ولا يبقى شرك على وجه الأرض ويصبح دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان {فَإِنِ انتهوا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظالمين} أي فإِن انتهوا عن قتالكم فكفوا عن قتلهم فمن قاتلهم بعد ذلك فهو ظالم ولا عدوان إِلا على الظالمين، أو فإِن انتهوا عن الشرك فلا تعتدوا عليهم ثم بيّن تعالى أن قتال المشركين في الشهر الحرام يبيح للمؤمنين دفع العدوان فيه فقال {الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قِصَاصٌ} أي إِذا قاتلوكم
نام کتاب : صفوة التفاسير نویسنده : الصابوني، محمد علي جلد : 1 صفحه : 112