نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 125
الحديث في هذا الدرس يكاد يقتصر على حادث تحويل القبلة، والملابسات التي أحاطت به، والدسائس التي حاولها اليهود في الصف المسلم بمناسبته، والأقاويل التي أطلقوها من حوله ومعالجة آثار هذه الأقاويل في نفوس بعض المسلمين، وفي الصف المسلم على العموم.
ولا توجد رواية قطعية في هذا الحادث، كما أنه لا يوجد قرآن يتعلق بتاريخه بالتفصيل. والآيات الخاصة به هنا تتعلق بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة. وكان هذا في المدينة بعد ستة عشر أو سبعة عشر شهراً من الهجرة.
ومجموع الروايات المتعلقة بهذا الحادث يمكن أن يستنبط منها- بالإجمال- أن المسلمين في مكة كانوا يتوجهون إلى الكعبة منذ أن فرضت الصلاة- وليس في هذا نص قرآني- وأنهم بعد الهجرة وجهوا إلى بيت المقدس بأمر إلهي للرسول- صلى الله عليه وسلم- يرجح أنه أمر غير قرآني. ثم جاء الأمر القرآني الأخير: «فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» .. فنسخه.
وعلى أية حال فقد كان التوجه إلى بيت المقدس- وهو قبلة أهل الكتاب من اليهود والنصارى- سبباً في اتخاذ اليهود إياه ذريعة للاستكبار عن الدخول في الإسلام، إذ أطلقوا في المدينة ألسنتهم بالقول، بأن اتجاه محمد ومن معه إلى قبلتهم في الصلاة دليل على أن دينهم هو الدين، وقبلتهم هي القبلة وأنهم هم الأصل، فأولى بمحمد ومن معه أن يفيئوا إلى دينهم لا أن يدعوهم إلى الدخول في الإسلام!
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 125