responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 429
بسم الله الرّحمن الرّحيم يتألف هذا الجزء من بقية سورة آل عمران، ومن أوائل سورة النساء، إلى قوله تعالى: «وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ ... » .
وهذه البقية من سورة آل عمران تتألف من أربعة مقاطع رئيسية، تكمل خط سير السورة، الذي أفضنا في الحديث عنه في مطلعها- في الجزء الثالث- بما لا مجال لإعادته هنا، فيرجع إليه هناك..
فأما المقطع الأول فيمثل طرفا من المعركة الجدلية بين أهل الكتاب والجماعة المسلمة في المدينة، في تلك الفترة التي رجحنا أن السورة تناولت أحداثها في حياة الجماعة المسلمة- من بعد غزوة بدر في رمضان من العام الثاني للهجرة إلى ما بعد غزوة أحد في شوال من العام الثالث.. هذه المعركة التي شغلت ما مر من السورة كله.
والتي كانت مجالا لتجلية حقيقة التصور الإيماني وحقيقة «الدين» ، وحقيقة «الإسلام» ، وحقيقة منهج الله الذي جاء به الإسلام، وجاء به من قبل كل رسول. كما كانت مجالا لكشف حقيقة «أهل الكتاب» الذين يجادلون النبي- صلى الله عليه وسلم- ومن معه ويحاورونهم وكشف مدى انحرافهم عن دين الله وفضح تدبيرهم للجماعة المسلمة في المدينة، والدوافع الكامنة وراء هذا التدبير ثم تحذير الجماعة المسلمة من هذا كله، بعد تسليط الأنوار عليه، وتجسيم خطره على الجماعة المسلمة لو غفلت عنه، واستجابت لأعدائها فيه.
وأما المقطع الثاني- وهو يشغل مساحة كبيرة من السورة كذلك- فهو نقلة إلى معركة أخرى ليست باللسان والكيد والتدبير فقط ولكنها كذلك بالسيف والرمح والسنان. نقلة إلى «غزوة أحد» وأحداثها والتعقيبات عليها. في أسلوب هو أسلوب القرآن وحده! وقد نزلت الآيات بعد المعركة فكانت مجالا لتجلية نواح متعددة من التصور الإيماني كما كانت مجالا لتربية الجماعة المسلمة على ضوء المعركة، وعلى ضوء ما كشفته من أخطاء في التصور، واضطراب في التصرف، وخلل في الصف.. وفرصة لتوجيه الجماعة المسلمة إلى المضي في طريقها، واحتمال تبعاتها، والارتفاع إلى مستوى الأمانة الضخمة التي ناطها الله بها، والوفاء بشكر نعمة الله عليها في اصطفائها لهذا الأمر العظيم.
والمقطع الثالث عودة إلى أهل الكتاب، ونكولهم عن مواثيقهم مع النبي- صلى الله عليه وسلم- تلك المواثيق التي كان قد عقدها معهم أول مقدمه إلى المدينة والتنديد بانحراف تصوراتهم، وما اجترحوه من الآثام مع أنبيائهم كذلك. ثم تحذير الجماعة المسلمة من متابعتهم، وتثبيت القلوب المؤمنة على ما ينالها من الابتلاء في النفس والمال، وإيذاء أهل الكتاب والمشركين وتهوين شأن أعدائها على كل حال.

نام کتاب : في ظلال القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست