responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 1  صفحه : 42
، أَيْ بِمَا سِوَاهُ مِنَ الْكُتُبِ، وقال أبو عبيدة: بما بعده، {وَهُوَ الْحَقُّ} [البقرة: 91] يعني القرآن، {مُصَدِّقًا} [البقرة: 91] نُصب عَلَى الْحَالِ، {لِمَا مَعَهُمْ} [البقرة: 91] من التوراة، {قُلْ} [البقرة: 91] لهم يا محمد {فَلِمَ تَقْتُلُونَ} [البقرة: 91] 0 أَيْ قَتَلْتُمْ، {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 91] بِالتَّوْرَاةِ، وَقَدْ نُهِيتُمْ فِيهَا عَنْ قتل الأنبياء عليهم السلام.
[92] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ} [البقرة: 92] بالدَّلَالات الْوَاضِحَةِ وَالْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَةِ، {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ} [البقرة: 92] أي: من بعد انطلاقه إلى الجبل، {وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ} [البقرة: 92]
[93] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا} [البقرة: 93] أَيِ اسْتَجِيبُوا وَأَطِيعُوا، سُمِّيَتِ الطَّاعَةُ والإجابة: سمعًا على المجاز، لِأَنَّهُ سَبَبٌ لِلطَّاعَةِ وَالْإِجَابَةِ، {قَالُوا سَمِعْنَا} [البقرة: 93] قولك، {وَعَصَيْنَا} [البقرة: 93] أمْرَكَ، وَقِيلَ: سَمِعْنَا بِالْأُذُنِ، وَعَصَيْنَا بالقلوب {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} [البقرة: 93] أَيْ: حُبَّ الْعِجْلِ، أَيْ مَعْنَاهُ: أُدخل فِي قُلُوبِهِمْ حُبُّ الْعَجَلِ وَخَالَطَهَا، كَإِشْرَابِ اللَّوْنِ لِشِدَّةِ الْمُلَازَمَةِ، قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ} [البقرة: 93] أَنْ تَعْبُدُوا الْعِجْلَ مِنْ دُونِ الله، أي: بئس إيمان يأمر بِعِبَادَةِ الْعِجْلِ، {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 93] بِزَعْمِكُمْ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا: نُؤْمِنُ بِمَا أُنزل عَلَيْنَا، فَكَذَّبَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
[94] قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ} [البقرة: 94] وَذَلِكَ أَنَّ الْيَهُودَ ادَّعَوْا دَعَاوَى بَاطِلَةً مِثْلَ قَوْلِهِمْ: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [الْبَقَرَةِ: 80] و {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [الْبَقَرَةِ: 111] وَقَوْلِهِمْ: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [الْمَائِدَةِ: 18] فَكَذَّبَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَلْزَمَهُمُ الحُجة فَقَالَ: قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ، يَعْنِي: الجنة، {خَالِصَةً} [البقرة: 94] أَيْ خَاصَّةً {مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} [البقرة: 94] أي: فأريدوه أو اسألوه، لِأَنَّ مَنْ عَلِمَ أَنَّ الْجَنَّةَ مَأْوَاهُ حَنَّ إِلَيْهَا، وَلَا سَبِيلَ إِلَى دُخُولِهَا إِلَّا بَعْدَ الْمَوْتِ، فَاسْتَعْجَلُوهُ بِالتَّمَنِّي، {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 94] فِي قَوْلِكُمْ، وَقِيلَ: فَتُمَنُّوا الْمَوْتَ، أي: ادعو بالموت على الفرقة الكاذبة.
[95] قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: 95] لِعِلْمِهِمْ أَنَّهُمْ فِي دَعْوَاهُمْ كَاذِبُونَ، وأراد بما قدمت أيديهم ما قدموه من الأعمال، وأضاف العمل إلى اليد لِأَنَّ أَكْثَرَ جِنَايَاتِ الْإِنْسَانِ تَكُونُ بِالْيَدِ، فَأُضِيفَ إِلَى الْيَدِ أَعْمَالُهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْيَدِ فِيهَا عمل، {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة: 95]

[قوله تعالى وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ] الَّذِينَ أَشْرَكُوا. . . .
[96] {وَلَتَجِدَنَّهُمْ} [البقرة: 96] اللَّامُ لَامُ الْقَسَمِ، وَالنُّونُ تَأْكِيدٌ لِلْقِسْمِ، تَقْدِيرُهُ: وَاللَّهِ لَتَجِدَنَّهُمْ يَا مُحَمَّدُ، يَعْنِي: الْيَهُودَ {أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} [البقرة: 96] قيل: هو متصل بالأول، أي: وَأَحْرَصَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا، وَقِيلَ: تَمَّ الْكَلَامُ بِقَوْلِهِ: {عَلَى حَيَاةٍ} [البقرة: 96] ثم ابتدأ {وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} [البقرة: 96] وأراد بالذين أشركوا المجوس {يَوَدُّ} [البقرة: 96] يُرِيدُ وَيَتَمَنَّى، {أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [البقرة: 96] يَعْنِي: تَعْمِيرَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَهِي تحية المجوس فيما بينهم يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: الْيَهُودُ أَحْرَصُ على الحياة من المجوس الذين يَقُولُونَ ذَلِكَ، {وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ} [البقرة: 96] مُباعده {مِنَ الْعَذَابِ} [البقرة: 96] من النار {أَنْ يُعَمَّرَ} [البقرة: 96] أي: طول عمره لا يبعده من العذاب {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [البقرة: 96]
[97] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البقرة: 97] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «إِنَّ حِبْرًا مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ، يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صُورِيَا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ مَلَكٍ يأتيك مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالَ: ذَلِكَ عَدُّونَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ كَانَ مِيكَائِيلَ لَآمَنَّا بِكَ، إِنَّ جبريل ينزل العذاب وَالْقِتَالِ وَالشِّدَّةِ وَإِنَّهُ عَادَانَا مِرَارًا» {فَإِنَّهُ} [البقرة: 97] يعني: جبريل {نَزَّلَهُ} [البقرة: 97] يَعْنِي: الْقُرْآنَ، كِنَايَةً عَنْ غَيْرِ مذكور، {عَلَى قَلْبِكَ} [البقرة: 97] يا محمد {بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 97] بأمر الله {مُصَدِّقًا} [البقرة: 97] موافقًا {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} [البقرة: 97] لِمَا قَبْلَهُ مِنَ

نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمى بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست