نام کتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل نویسنده : ابن الزبير الغرناطي جلد : 1 صفحه : 189
والجواب عن تعقيب آية الأعراف بترجى التذكير من قوله: "لعلكم تذكرون " مناسب لقوله: "فأحيينا به من كل الثمرات " لأن الماء المنزل من السماء واحد لا يختلف وان اختلفت أحواله فى الكثرة والقلة وطول زمن الانزال وقصره فالمذاق والطعم والصفة لا تختلف والمخرج به بإذن الله من ضروب الثمرات مختلف فى الطعم واللون والرائحة إلى غير ذلك من صفاته قال تعالى: "تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فى الأكل " ففى هذا أعظم عبرة لمن استبصر وأدل دليل على القدرة التى تجل عن الحد والغاية وأعظم شاهد على إحياء الموتى فلهذا أعقبت برجاء التذكير فقيل: "لعلكم تذكرون ".
الآية السابعة قوله جل وتعالى: " لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) "، وفى سورة هود: " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (26) "، وفى سورة المؤمنون: " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23) ".
فى هذه الآى ست سؤالات: السؤال الأول فوله فى سورة الأعراف: "لقد أرسلنا " غير منسوق بواو العطف وفى السورتين الأخيرتين: "ولقد أرسلنا " بواو العطف والثانى اختلاف مقاله عليه السلام لهم والثالث وجه اختصاص الواقع فى كل سورة من الثلاث من مقاله بتلك السور والرابع وجه اختلاف ما خوفهم به وأنذرهم إثر أمرهم بالعبادة فى كل واحدة والخامس وجه ندائهم لهم فى السورتين وسقوط ذلك فى سورة هود والسادس وجه افتتاح أمرهم بالعبادة فى السورتين وقوله فى سورة هود قبل أمره إياهم: "إنى لكم نذير مبين " فهذه ست سؤالات.
الجواب عن الأول: أن آية الأعراف لم يتقدمها ذكر إرسال ولا أمر بدعاء الخلق ولا جملة يناسبها عطف إرسال الرسل إلى الأمم ودعاء الخلق إلى الإيمان إنما تقدم قبلها ذكر أصحاب الأعراف ثم قوله تعالى: "إن ربكم الله الذى خلق السماوات والأرض " إلى قوله: "لقوم يشكرون " ثم ابتدأت قصص الرسل مع أممهم فقال تعالى: "لقد أرسلنا نوحا إلى قومه " وتتابع قصصهم.
أما آية هود فقد تقدم قبلها ذكر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وبذلك افتتحت السورة قال تعالى: "كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله "
نام کتاب : ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل نویسنده : ابن الزبير الغرناطي جلد : 1 صفحه : 189