نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 102
{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [1]، قال ابن جرير: واختلف أهل الجدل في تأويل قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} فقال بعضهم: عنى بذلك: نعمتاه وقال آخرون منهم: عنى بذلك: القوة، وقال آخرون منهم: بل يد الله صفة من صفاته هي يد غير أنها ليست بجارحة كجوارح آدم وبذلك تظاهرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقال به العلماء وأهل التاويل. انتهى ملخصا. قال البغوي: ويد الله صفة من صفات ذاته كالسمع والبصر والوجه، وقال جل ذكره: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلتا يديه يمين" والله أعلم بصفاته, فعلى العباد فيها الإيمان والتسليم، وقال أئمة السلف من أهل السنة في هذه الصفات: أمروها كما جاءت بلا كيف[3].
القرآن كلام الله منزل, غير مخلوق:
قال الأستاذ محمد رشدي حمادي[4] في تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوه} الآية[5]: احتج كثير من المعتزلة به[6] على نفي الصفات وعلى أن القرآن مخلوق أما الثاني فلأن القرآن شيء فيدخل تحت العموم وأما الأول فلأن الصفات لو كانت موجودة له تعالى للزم أن تكون مخلوقة له. وأجيب بأنكم تخصون هذا العام بحسب ذاته ضرورة أنه يمتنع أن يكون خالقا لنفسه، وبحسب أفعال العباد، فنحن أيضا نخصصه بحسب الصفات وبحسب القرآن ونظرا لأن كثيرا من آراء المعتزلة تطل برءوسها عند كل آية من القرآن الكريم يشتمّون من لفظها الظاهري أنها يصح أن تكون دليلا على خلق القرآن, فسدا لهذه الذرائع وردا عليهم فيما يختص بقضية خلق القرآن [1] سورة المائدة: من الآية 64. [2] سورة ص: من الآية رقم 75. [3] توفيق الرحمن في دروس القرآن: فيصل المبارك ج2 ص44. [4] لم أجد له ترجمة. [5] سورة الأنعام: من الآية 102. [6] أي: عموم الآية.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 102