responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 1  صفحه : 270
وفرضنا عليكم لبس ثياب القطن والصوف وغيرهما مما يواري عوراتكم ... وقوله: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى} يعني التوحيد والعفة والعصمة المودوعة في قلوبكم قوله: {ذَلِكَ} يعني إلباس العفة {خَيْرٌ} من إلباس القطن"[1].
الإباحية المطلقة:
ويستدل بقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الآية[2], على الإباحية المطلقة فيقول: وكلما استقامت السيرة ضاقت لذلك دائرة المحرمات وانداحت دائرة المباحات على قاعدة الآية الكريمة: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [3] فإذا استمر السير بالسائر إلى نهايته المرجوة وهي تمام نقاء السريرة وكمال استقامته بالسيرة عادت جميع الأعيان المحسوسة إلى أصلها من الحل, وانطبقت الآية الكريمة: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [4].
واستدلاله هذا ينبئ عن جهل تام بأسباب النزول وتحريف لآيات الله, ذلكم أن هذه الآية نزلت فيمن شرب الخمر من المؤمنين ومات قبل تحريمها، فقد قال ابن عباس، رضي الله عنهما: "لما نزل تحريم الخمر قالوا: يا رسول الله, فكيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر؟، فنزلت: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ} الآية"[5].

[1] القول الفصل في الرد على محمود طه: حسين زكي ص116.
[2] سورة المائدة: من الآية 93.
[3] سورة النساء: من الآية 147.
[4] سورة المائدة: الآية 93.
[5] قال الأستاذ أحمد شاكر، رحمه الله تعالى: "إسناده صحيح, رواه أحمد في مسنده: 2088، 2452، 2691 مطولا، 2775، ورواه الترمذي في السنن "كتاب التفسير" وقال: هذا حديث حسن صحيح", ورواه الحاكم في المستدرك 4/ 143 وقال: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه, ووافقه الذهبي وقال: "صحيح" "تفسير الطبري ج10 ص577".
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست