نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 290
بينه وبين أهل الخير, فإن تاب واستغفر قبل منه ورجع إلى الجماعة وزال عنه شين ذلك الوسم, ويكون بقاؤه في وحشة الهجران بقدر عظم الذنب وصغره وتوبة المجرم وإصراره"[1].
ولا يزال هذا الأمر يطبق في بعض جهاتهم, قال الأستاذ حافظ رمضان عن هؤلاء: "لا تزال بقية هؤلاء في بلاد الجزائر وهم يعيشون على وتيرة منظمة وتقاليد عريقة ولا تحكم بينهم محاكم الدولة, وإذا ماطل مدين دائنه دخل المسجد وأعلن ذلك, وحينئذ يقاطع الناس المدين فلا يسلمون عليه ولا يعاملونه حتى يوفي ما عليه"[2].
وهو أيضا حال الميزابيين اليوم بالجزائر "فإنهم ما زالوا في تطبيق أحكام الولاية والبراءة"[3].
الإمامة:
قلت: إن الأباضية ترفض كل الرفض انتماءها أو نسبتها إلى فرقة الخوارج، مع أنهم يوافقون فرقة الخوارج في كل مواقفهم مما جرى بين علي ومعاوية -رضي الله عنهما- ومع أن الخوارج لم يطلق عليهم هذا الوصف إلا لمواقفهم تلك.
وعلى كل حال, فالأباضية ترى أن عليا -رضي الله عنه- حين قبل بالتحكيم بينه وبين معاوية -رضي الله عنه- فإنه بهذا قد خلع نفسه عن الإمامة وولاها الحكمين على عهد الله وميثاقه، ولهما أن يوليا من شاءا ويعزلا من شاءا, وقد اتفق الحكمان على خلع علي واختلفا في تولية معاوية فولاه إياها عمرو بن العاص ولم يولها إياه أبو موسى الأشعري. وهم لا يرضون معاوية إماما في الدنيا فضلا عن أن يكون إماما للدين؛ لذلك تسرعوا إلى بيعة عبد الله بن [1] الأباضية بالجريد: صالح باجية ص186. [2] أبو الهول قال لي: حافظ رمضان ص150. [3] مختصر تاريخ الأباضية: أبو الربيع سليمان الباروني ص66.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 290