نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 333
والعرب تذكر "يمين" في الأمر الحسن, ودل لذلك قوله: "كلتا يديه يمين"[1], التأويل في مثل ذلك هو الحق وأما قول سلف الأشعرية في مثل ذلك: إنا نؤمن به وننزهه عن صفة الخلق ونكل معناه إلى الله نقول: هو على معنى يليق وكذا طوائف من المتكلمين فجمود وتعامٍ عن الحق"[2].
إنكار الرؤية:
وهو ينكر إمكان رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة، بل يكفر من قال بها أو أجازها. فعد طلب قوم موسى -عليه السلام- لرؤية الله "ارتدادا منهم"[3]. وقد ذكر في هذا الموضع عددا من الروايات عن طلب قوم موسى رؤية الله ثم ذكر رواية أن موسى -عليه السلام- سأل ربه أن ينظر إليه بالمجاهرة ثم عقب على هذه الرواية بقوله: "وهذه الرواية تقتضي أن موسى يجيز الرؤية حتى سألها ومُنعها وليست كذلك بل إن صح سياق هذه الرواية فقد سألوه الرؤية قبل ذلك, فنهاهم عن ذلك وحرمه أو سكت انتظارا للوحي في ذلك, فلما فرغ وخرج عاودوه ذكر ذلك فقال لهم: قد سألته على لسانكم كما تحبون, لأخبركم بالجواب الذي يقمعكم لا لجواز الرؤية فتجلى للجبل بعض آياته فصار دكا فكفروا بطلب الرؤية لاستلزامها اللون والتركيب والتحيز والحدود والحلول والعجز عن الاستقلال وعما بعد عن المحل كل العجز أو بعضه والجهل به كل الجهل أو بعضه, وذلك كله يستلزم الحدوث وذلك كله محال عن الله وإذا كان ذلك مستلزما عقلا لم يختلف دنيا وأخرى فالرؤية محال دنيا وأخرى، ولا بالإيمان والكفر والنبوة وعدمها"[4].
والمؤلف ينكر على من علل أخذ الصاعقة لهم بسبب اشتراطهم الرؤية [1] من حديث: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل, وكلتا يديه يمين, الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا" رواه مسلم: الإمارة ج3 ص 1458؛ وأحمد ج2 ص160؛ والنسائي: آداب القضاة ج8 ص221. [2] هميان الزاد ج5 ص339. [3] تيسير التفسير ج1 ص79. [4] هميان الزاد ج2 ص42 و43.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 333