نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 76
وعذرا إذا ما استطردت بعض الاستطراد في بيان هذا, إذ إن كثيرا من الفرق يقوم انحرافها على التأويلات الباطنية, فلزم أن أفصل مذهب أهل السنة في ذلك.
الإمامة:
إن الإمامة فرض واجب على الأمة لأجل إقامة الإمام، ينصب لهم القضاة والأمناء ويضبط ثغورهم ويغزي جيوشهم ويقسم الفيء بينهم وينتصف لمظلومهم من ظالمهم, وبالجملة[1] يقيم شأن الدولة بجميع مرافقها.
ويرون أن طريق عقد الإمامة للإمام في هذه الأمة الاختيار بالاجتهاد. وقالوا: ليس من النبي -صلى الله عليه وسلم- نص على إمامة واحد بعينه[2] نصا صريحا ويثبتون الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة, ثم لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثم لعثمان -رضي الله عنه- ثم لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون[3].
وقالوا: لا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا, ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية, وندعو لهم بالصلاح والمعافاة، والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة, لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما[4]، والرافضة أخسر الناس صفقة في هذه المسألة؛ لأنهم جعلوا الإمام المعصوم هو الإمام المعدوم الذي لم ينفعهم في دين ولا دنيا!! فإنهم يدعون أنه الإمام المنتظر محمد بن الحسن العسكري[5].
هذا مجمل عقيدتهم في الإمامة. [1] الفرق بين الفرق: عبد القاهر البغدادي ص340. [2] المرجع السابق ص340. [3] العقيدة الطحاوية ص57. [4] العقيدة الطحاوية ص47-48. [5] شرح الطحاوية: ت جماعة من العلماء ص437.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 76