نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 83
لا أغني عنكم من الله شيئا, يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا, يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا, ويا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئا, ويا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم, سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا" [1].
التقية:
التبس الأمر على طائفة من الناس جلاء هذا اللبس, ونبراس هذه القضية يكمن في التفريق بين كلمتي الإكراه والخوف، وبالتفريق بينهما تتضح جوانب القضية وتضيء زواياها.
فالخوف هو توقع حلول مكروه أو فوت محبوب[2], أما الإكراه فهو من الكره وهو فعل المضطر[3] ولا يكون الاضطرار إلا بعد خوف، إذن فالإكراه خوف وزيادة.
والخوف ليس عذرا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإذن لو كان عذرا لما نهض أحد بتكاليف الإسلام، بل لما بلغ الأنبياء رسالاتهم التي أرسلوا بها إلا إذا ارتقى الخوف من درجة "التوقع" إلى درجة "اليقين" فحينئذ يكون بمنزلة الإكراه.
وهل للمكره أن يقول أو يفعل ما يخالف عقيدته الإسلامية تقية ممن ألزمه بذلك؟
نصوص القرآن صريحة في جواز لا وجوب, قول ما يخلص المؤمن من إكراه الكفار له, قال تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [4]، وقال سبحانه: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ [1] رواه البخاري: كتاب التفسير، سورة الشعراء ج6 ص17. [2] المعجم الوسيط ج1 ص261. [3] تاج العروس: محمد مرتضى الزبيدي ج9 ص408. [4] سورة آل عمران: الآية 28.
نام کتاب : اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر نویسنده : فهد الرومي جلد : 1 صفحه : 83