وقال عبد الله بن المبارك: الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء [1] .
قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري [2] في كتابه معرفة علوم الحديث بعد ذكره كلمة ابن المبارك الإسناد من الدين.
قال: فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الإسلام وتمكن أهل الإلحاد والبدع منه بوضع الأحاديث وقلب الأسانيد، فإن الأخبار إذا تعرت عن وجود الإسناد فيها كانت بُتراً [3] .
وقال ابن المبارك: مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم [4] .
وقال أيضاً: بيننا وبين القوم القوائم [5] .
يعني بالقوائم: الإسناد، وبالقوم: أهل البدع ومن شاكلهم.
وحدث ابن أبي فروة [6] بين يدي الزهري فجعل يقول قال رسول الله [1] مقدمة صحيح مسلم: 1/87، المحدث الفاصل: 209، الضعفاء والمجروحين: 1/26، مقدمة ابن الصلاح: 130. [2] أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه المعروف بابن البيع ولد سنة: (321?) روى عن أبيه، وأبي العباس محمد بن يعقوب الأصم، وأبي حامد بن حسنويه المقري وغيرهم توفي سنة: (405?) . تاريخ بغداد: 5/473، المنتظم: 7/274، تذكرة الحفاظ: 3/1039، سير أعلام النبلاء: 17/162. [3] معرفة علوم الحديث للحاكم: 6. [4] فتح المغيث: 3/4، أدب الإملاء والاستملاء: 6 [5] مقدمة صحيح مسلم: 1/88. [6] إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني مولى آل عثمان بن عفان روى عن مجاهد، ونافع، وهو ضعيف. قال البخاري: تركوه، ونهى أحمد عن حديثه وقال لا تحل الرواية عنه. توفي سنة: (144?) . الكامل في الضعفاء: 1/320، الضعفاء الكبير: 1/102، ميزان الاعتدال: 1/193.