التشريع فهو مدني، وما يحمل طابع الاعتقاد فهو مكي.. ومنها أن السور القصار نزل أكثرها بمكة.. وما عدا هذين لا يعول عليهما..
فقد تنزل الآية في مكة وتوضع في سورة مدنية؛ نحو: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} نزلت في عرفات، وهي من المائدة، آخر السور نزولًا.
وقد تنزل الآية بالمدينة وهي تخاطب أهل مكة؛ نحو: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} نزلت في المدينة ووضعت في سورة مكية هي سورة النحل.
ب- الحضري والسفري:
أكثر القرآن نزل على النبى -صلى الله عليه وسلم- وهو مقيم، وبعض الآيات نزلت عليه وهو مسافر؛ منها[1]: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [2] نزلت وبلال يؤذن على ظهر الكعبة، واحتج المشركون قائلين: ما لهذا العبد يصعد فوق الكعبة، فأنزلها الله.
ج- النهاري والليلي:
أكثر القرآن نزل نهارًا، وبعضه نزل بالليل كالآيات من آخر سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [3]. عن بلال أنه وجد النبي يبكي قبل الفجر، فسأله عما أبكاه، فتلا عليه هذه الآيات وقال: "ويل لمن قرأهن ولم يتفكر" [4]. [1] وذلك لأن حياة الرسول كانت عامرة بالجهاد في سبيل الله حين ينزل عليه الوحي وهو في مسيره، وقد ذكر الحافظ السيوطي أن كثيرًا من الأمثلة نزلت عليه وهو مسافر. "الإتقان" 1/ 18. [2] سورة الحجرات: 13. [3] سورة آل عمران: 190. [4] أخرجه ابن حبان في صحيحه وابن المنذر وابن مردويه وابن أبي الدنيا عن عائشة.