وإجراء القياس يكون كما يلي:
(1) - أن نتحقق أن امرأة ما حالها كحال امرأة فرعون بالمقارنة مع ما ذكر من صفتها وحالها في القرآن.
(2) - نحكم لهذه المرأة (الفرع) ونثبت لها جنس ما ثبت لامرأة فرعون من الجزاء والمنزلة عند اللَّه.
وهذا القياس - القياس الشمولي - وردت به الأمثال الأنموذجية ونحوها التي تشتمل على قضايا كلية وأحكاماً عامة تشمل سائر الأفراد المماثلة لما جاء بالمثل.
والقياس هنا يستند إلى مبدإِ شمول الأحكام للمتماثلات الذي تقضي به أصول الحقائق، وتقضي به حكمة الخالق - سبحانه وتعالى - في خلقه، وفي تصاريف عدله، وفي ثبات سننه، فينتج أحكاماً عامة تشمل سائر الأفراد المماثلة لما جاء في المثل.1
وذلك أن الأمثال الأنموذجية ينصب فيها أنموذج بشري أو قصة بأكملها، أو الشواهد والحجج والعبر أمام عقل السامع ليقيس عليه ما يناسبه ويعتبر به، فيسوي بين المتماثلات في الأحكام ويفرق بين المختلفات.
1 أمثال القرآن وصور من أدبه الرفيع، ص (24) .