الزائغة والحجج الواهية، وكذا ما لنظرائهم من الطبيعيين وأشباههم من فرق المعتزلة[1] وطوائف المبتدعة[2] الضالين [1] هم أتباع واصل بن عطاء الذي ابتدع القول بأن مرتكب الكبيرة من المسلمين في منزلة بين المنزلتين، واعتزل على ذلك مجلس الحسن البصري فسُموا المعتزلة لذلك. واستقر أمرهم على أصول خمسة مشهورة هي: العدل، التوحيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوعد والوعيد. وقد ضمنوا كل أصل منها بدعاً وضلالات تخالف ما دل عليه القرآن الكريم، وما جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح. وهم يجمعون بين نفي الصفات ونفي القدر. ولهم ضلالات أخرى، وسُموا بالقدرية لنفيهم القدر.
انظر: شرح الأصول الخمسة، والملل والنحل، (1/43، 44) والفرق بين الفرق (117) . [2] ومنهم: "الأشاعرة" و "الماتريدية" فهي فرق مبتدعة لم تكن معروفة في القرون الثلاثة المفضلة، وهي خليط من أفكار الجهمية والمعتزلة، ويوافقون أحياناً ما ذهب إليه السلف، وأحياناً يصوغون عقائدهم المبتدعة بألفاظ ظاهرها يوافق ما عليه السلف ومرادهم به باطل، كقولهم مثلاً: "إِن اللَّه يتكلم حقيقة" ومرادهم المعنى الواحد القائم بالنفس، لا أن اللَّه يتكلم بكلام يبدأ منه متى شاء كيف شاء، كما قال سبحانه: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (النحل: 40) .
وما هم عليه الآن في توحيد الأسماء والصفات بعيد جداً عما كان عليه السلف الصالح، بل هو أقرب في حقيقته وحاصله في كثير من المطالب إلى مذهب المعتزلة.
ومع ذلك فهم مرجئة في باب الإِيمان، جبربة في باب القدر، ولهم بدع أخرى، انظر: الفرق الإسلامية الكلامية، (278) . ومجموع الفتاوى، (12/204، 368) ، (13/131) .