وهذا الكلام من الإمام ابن القيم - رحمه الله - يصور بجلاء تلك الخاصية الهامة للأمثال وهي كونها تسهل فهم المعنى المراد، وتعين على التفكر والتذكر والاعتبار.
الأمثال والميزان العقلي الشرعي:
الميزان العقلي الصحيح هو الحكم بالعدل، وهو يقوم على التسوية بين المتماثلات في الحكم والتفريق بين المختلفات.
قال اللَّه تعالى: {اللهُ الّذِيَ أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقّ وَالْمِيزَانَ} [1].
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه اللَّه - في تفسير هذه الآية:
"فالكتاب هو هذا القرآن العظيم، نزل بالحق، واشتمل على الحق، والصدق، واليقين، وكله آيات بينات، وأدلة واضحات، على جميع المطالب الإلهية، والعقائد الدينية، فجاء بأحسن المسائل وأوضح الدلائل.
وأما الميزان فهو العدل، والاعتبار بالقياس الصحيح، والعقل الرجيح، فكل الدلائل العقلية، من الآيات الأفقية والنفسية، والاعتبارات الشرعية، والمناسبات، والعلل والأحكام، والحكم، داخلة في الميزان، الذي أنزله اللَّه تعالى، ووضعه بين عباده، ليزنوا به ما أثبته، وما نفاه من الأمور، ويعرفوا به صدق ما أخبر به، وأخبرت به رسله"[2]. [1] سورة الشورى الآية رقم (17) . [2] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، (6/604) .