قول القلب الذي هو التصديق، وعمل القلب الذي هو الانقياد"[1].
فشيخ الإِسلام - رحمه اللَّه - يرجح تفسير لفظ الإِيمان، بالإقرار القلبي الذي يتضمن مع التصديق عملاً قلبياً مناسباً. وقد ورد التعبير بلفظ الإِقرار على الإِيمان القلبي.
قال الراغب الأصفهاني - رحمه اللَّه -:
"والإِقرار إثبات الشيء ... وقد يكون ذلك إثباتاً إِما بالقلبِ، وإِما باللسانِ، وإِما بهما. والإِقرار بالتوحيد وما يجري مجراه لا يغني باللسان ما لم يُضامُّه الإِقرار بالقلب، ويضاد الإِقرار الإِنكار"[2].
ثم ذكر شواهد ذلك في القرآن الكريم، وهي:
قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَآءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [3].
وقوله - سبحانه -:
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّه مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَآ آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا [1] مجموع الفتاوى، (2/637) . [2] المفردات في غريب القرآن، (398) . [3] سورة البقرة الآية رقم (84) .