ورود هذا المعنى للمثل في السنة المطهرة:
لم أقف على من تتبع هذا المعنى في أمثال النبي صلى الله عليه وسلم، وربما كان ذلك لندرتها.
ومن الأحاديث التي ورد فيها لفظ "مثل" بمعنى "وصف" قوله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآن وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ"[1].
قال ابن حجر[2] - رحمه اللَّه -: "قوله "مَثَل" بفتحتين أي: صفته، وهو كقوله: {مَثَلُ اْلجنَّةِ} ". 3
أما الأمثال التي يفسر فيها لفظ "مثل" بـ "وصف" عند اقترانه بكاف التشبيه فهي كثيرة في أمثال النبي صلى الله عليه وسلم منها قوله: "مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ [1] رواه البخاري، كتاب التفسير، باب سورة عبس، ح (4937) ، الصحيح مع الفتح، (8/691) . [2] الإمام الحافظ أبو الفضل شهاب الدين، أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، المشهور بابن حجر العسقلاني، ولد سنة 773هـ، وله مؤلفات مشهورة نافعة منها: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ولسان الميزان، وتهذيب التهذيب، وغيرها. توفي سنة 852هـ.
انظر: الضوء اللامع للسخاوي، (2/36) . والبدر الطالع للشوكاني، (1/87) .
3 فتح الباري، (8/693) .