من العبادة.
وخلاصة معنى الآية: يا أيها الناس أقيمت حجة وأشخص شاهد فاستمعوا له وتدبروه، ثم ذكر تلك الحجة بقوله تعالى: {إِنّ الّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ..} الآية.
وهذا المعنى للمثل جدير بالعناية والاهتمام لخفائه على كثير من المفسرين والباحثين في الأمثال، والذين يفسرون المثل في كل موضع بالشبه، فيجدون صعوبة في فهم الأمثال الأنموذجية، أو المنصوبة لتكون حجة وشاهداً على أمر معين.
هذا ما تبين لي فيما يتعلق بهذا المعنى، والفرق بينه وبين المعاني الأخرى.
وأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك، فالأمر لا يخلو من إشكال.
قال ابن تيمية - رحمه اللَّه -:
"وهذه التي أشكل تسميتها أمثالاً، كما أشكل تسميتها قياساً، حتى اعترض بعضهم قوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} [1]، فقال: أين المثل المضروب؟
وكذلك إذا سمعوا قوله: {وَلَقَدْ صَرّفْنَا لِلنّاسِ فِي هََذَا الْقُرْآنِ مِن كُلّ [1] سورة الحج، الآية رقم (73) .