وهذا النوع يسمى قياس الشمول[1] وهو يختلف عن قياس التمثيل الذي يمثل فيه الشيء المعين بشيء معين، وهو القياس الذي تقوم عليه الأمثال التشبيهية التي سبق بيانها في المطلب السابق.
وخلاصة هذا المطلب:
تبين مما تقدم أن من معاني "المثل" معنى الأنموذج والشاهد والحجة. وأن هذه المعاني تستخدم كثيراً، وخاصة في مجال التربية والتعليم والمجادلة والمحاجة، وهذا النوع من الأمثال مع الأمثال التشبيهية هي المقصودة - واللَّه أعلم- بقوله تعالى:
{وَلَقَدْ صَرّفْنَا فِي هََذَا الْقُرْآنِ لِلنّاسِ مِن كُلّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} [2].
وهذا النوع من الأمثال مع أهميته وانتشاره في تصاريف الكلام لم يلْق ما يناسبه من العناية في المؤلفات اللغوية القديمة والحديثة. ولم أقف على من أفرد لما ورد من هذا النوع من الأمثال في اللغة بمؤلف مستقل.
أما ما ورد من هذا النوع من الأمثال في القرآن الكريم، فإنه يرد ضمن الكتب التي تبحث في أمثال القرآن عامة، وهناك بعض الكتب [1] سيأتي - إن شاء اللَّه- الكلام على القياس وتعريف هذه الأنواع في الموضع المخصص له من المبحث القادم: مقومات الأمثال. [2] سورة الكهف، الآية رقم (54) .