نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 110
{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} .
فلما انتهى من هذا التقرير، وبدأ نسقًا معنويًّا جديدًا -نسق الجدل بدل التقرير- تغير النظام هكذا:
{ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ، أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا، وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا، وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا، وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا، وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا، وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ... } .
وفي "آل عمران" سارت السورة على القافية الغالبة حتى قرب النهاية، فلما بدأ دعاء من طائفة من المؤمنين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، تغيرت الفاصلة هكذا:
{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ... } إلخ.
وقد وقعت لنا مثل هذه الملاحظات في مواضع أخرى كثيرة؛ ولكننا لم نستطع لها تفسيرًا مطردًا في جميع مواضع التغيير، فآثرنا أن نشر إليها، بمقدار ما اتضح لنا من سرها. وفيما عرضناه منها ما يكفي.
فأما تنوع أسلوب الموسيقى وإيقاعها بتنوع الأجواء التي تطلق فيها؛ فلدينا ما نعتمد عليه في الجزم بأنه يتبع نظامًا خاصًّا، وينسجم مع الجو العام باطراد لا يستثني.
وقد نحتاج في ضبط هذه الفروق وتوضيحها إلى قواعد موسيقية خاصة، وإلى اصطلاحات في الموسيقى لا يتهيأ العلم بها لكل قارئ،
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 110