responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 119
ويحسن أن نلاحظ أن الهمود والخشوع يتحدان في المعنى العام، ويستدل بهما في الآيتين على قدرة الخالق على البعث، فما هما إلا سكون أو خمود، تعقبه الحركة والحياة؛ فلو كان المقصود هو مجرد أداء المعنى الذهني، لما كانت هناك ضرورة لهذا التنويع.
ولكن التعبير القرآني لا يرمي إلى مجرد أداء المعنى الذهني، إنما يريد الصورة كذلك؛ والصورة تقتضي هذا التنويع، ليتم التناسق مع الأجزاء الأخرى في اللوحة، أو في المشهد المعروض.
ودلالة هذا التنويع حاسمة في أن "التصوير" عنصر أساسي في أسلوب القرآن، وأن التعبير لا ينتهي إلى أداء المعنى الذهني مجردًا، إنما ينبض بطبيعته بصورة حية للمعاني، تختلف هذه الاختلافات الدقيقة اللطيفة، حسب اختلاف الأجزاء والألوان.
ثم لننظر الآن في "وحدة الرسم" في كل من الصورتين، وفي أجزاء الصورة كذلك.
وحدة الصورة الأولى هي: مخلوقات حية تخرج من الموت، أو مشاهد حياة. والأجزاء هي: نطفة تدرج في مراحلها المعروفة، ونبتة تصير زوجًا بهيجًا. وهيتراب ميت تخرج منه تلك النطفة، وأرض هامدة تخرج منها هذه النبتة. والجو العام، هو جو الإحياء المرتسم من هذه الأجزاء.
ووحدة الصورة الثانية هي: مخلوقات طبيعية عابدة، أو مشاهد طبيعية. والأجزاء هي: الليل والنهار، والشمس والقمر والأرض خاشعة لله.. تموج فيها وتتصل بها جماعتان من الأحياء مختلفتا النوع متحدتا المظهر: جماعة من الناس تستكبر عن العبادة؛ وجماعة من الملائكة تعبد بالليل والنهار. والجو العام هو جو العبادة

نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست