responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 121
سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .
يلاحظ في هذين السياقين أن الأنعام مذكورة فيهما على السواء.
فلننظر من أي الجوانب عرضت في كل سياق، ولماذا عرض هذا الجانب هنا، وذلك الجانب هناك:
أ- السياق الأول يرسم صورة للبيوت، والأكنان، والظلال، والسرابيل، وكلها مما يلاذ به، أو يحتمى، أو يستظل، أو يستتر؛ ولأن هذا هو "وحدة الرسم" عرض من "الأنعام" الجانب الذي يتفق مع هذه الوحدة. عرض الجلود التي تتخذ بيوتًا تستخف يوم الظعن، والأصواف والأوبار والأشعار التي تتخذ أردية وأثاثًا.. والمنظر كله منظر أبنية وأردية وظلال.
ب- والسياق الثاني يرسم مشهدًا لاستخراج الأشربة: السكر الذي يستخرج من الثمار، والعسل الذي يخرج من النحل؛ ولأن هذه هي "وحدة الرسم" عرض من الأنعام الجانب الذي يناسب الأشربة. عرض اللبن السائغ للشاربين.
ولم تقف دقة التنسيق عند وحدة المنظر العامة، بل تمشت إلى دقائق الجزئيات: فهذا السكر يستخلص من الثمرات، المخالفة في هيئتها وطبيعتها للسكر؛ وهذا العسل يستصفى من الأزهار، المخالفة في هيئتها وطبيعتها للعسل؛ وهذا اللبن يستخرج من بين فرث[1] ودم، المخالفين في هيئتهما وطبيعتهما للبن؛ فهي كلها

[1] الغذاء المهضوم في الأمعاء.
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست