responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 131
ومضة خاطفة. ولكنه في الوقت ذاته يخيل هيئة الطول فيما بين الطرفين:
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فهذه الصورة: من جانب تصور قصر الحياة فما كادت تبدأ بالتكاثر، حتى انتهت بالمقابر -وذلك أقر ما تصور به فترة الحياة، في اللفظ والخيال- ولكنها من طرف خفي، قد عرضت امتداد اللهو طول الحياة من مبدئها إلى منتهاها، وساعدت كلمة "حتى" على بروز الامتداد؛ فخيلت للنفس أن هؤلاء القوم لجوا في اللهو أمدًا طويلًا. وذلك من عجائب التخييل، فغرض قصر الحياة، وغرض طول اللهو فيها، كلاهما مقصود من التعبير، وكلاهما تحقق في هذا النصر القصير.
4- وفي هذا الاتجاه -مع تغير في الغرض- يرد النص الآتي:
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ؟
ففي أربع مقاطع قصيرة لفقرة واحدة، عرض قصة الخلق من قبل ظهورها بمرحلة، إلى بعد انتهائها بمرحلة، الموت الذي سبق الحياة. فالحياة. فالموت الذي تختم به الحياة. فالحياة بعد الوفاة.
والموت الذي سبق الحياة آزال، والحياة التي تلته آماد، والموت الذي يعقبها آباد.. تنطوي جميعها في ألفاظ، ليعرض جانب السرعة؛ ولكن يمتد بها الخيال في الاستعراض، ليقول: إن هذه الآماد الطويلة كلها، قصيرة في يد القوة الكبرى.

نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست