نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 138
الخيال يكرر هذه الصورة من أولى حلقاتها إلى أخيرتها، حتى يصل إلى حلقة الخروج ثم الرد العنيف، ليبدأ العرض من جديد!
د- ومرة تكون الإطالة بوقف حركة المشهد، وإخلائه من كل ما يشعر بالحركة. فهذا "ظالم" يقف يوم القيامة، وكأنما هو واقف وحده على المسرح، يبدئ ويعيد في الندم؛ حتى لتهم بأن تقول له: كفى يا أخانا فلا فائدة! مع أن المدة التي يستغرقها قصيرة نسبيًّا؛ ولكن يخيل إليك أنها طويلة طويلة:
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} .
فهذا الندم الطويل، والتذكر لما مضى، مصحوبًا بالنغمة الطويلة الممطوطة، والموسيقى المتموجة المديدة، يخيل إليك الطول، ولو أن اللفظ نسبيًّا قليل. وإطالة موقف الندم تتسق مع التأثير الوجداني المطلوب.
وشبيه بموقف الندم، موقف الاعتراف. فها هم أولاء جماعة من المجرمين يسألون. {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَر} فيكون الجواب:
{لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} .
وكانت حسبهم أن يقولوا: كنا كافرين أو مكذبين. ولكن هنا يحسن الاعتراف بالتفصيل.
هـ- وقد تشترك الوسائل الماضية كلها في إطالة عرض المشهد.
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 138