نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 140
5- ومن نماذج الإطالة المقصودة مواقف الموازنة بين صورتين متقابلتين: إحداهما في الحياة الدنيا، والأخرى في يوم القيامة على النحو التالي:
{إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ، كِتَابٌ مَرْقُومٌ، يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ، إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ، تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ، يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ، خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ، وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ، عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} .
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ، وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ، وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ، وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ، وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ} .
{فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} .
إن هذا التطويل يتناول مشهدين: مشهد النعيم العظيم، الذي يتمتع به المقربون. ومشهد السخرية التي كانت تنالهم من المجرمين.
وكلما زاد المشهدان طولا -وهذا المشهد الأخير بصفة خاصة- كانت المفاجأة في النهاية أوقع، عندما يقول: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} . وهذا هو المقصود.
6- وتطول المواقف التي تعرض فيها قدوة في الإيمان، يؤثر طول عرضها في الوجدان، ويدعو المشاهدين إلى أن يشاركوا المؤمنين عبادتهم وصفاتهم المعروضة على الأنظار، وذلك في القرآن كثير، نختار منه هذا المثال:
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب جلد : 1 صفحه : 140