responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 186
ذلك أفق من آفاق التناسق كذلك، كان موضعه في فصل التناسق هنالك. فليرده القارئ بنفسه إلى تلك الآفاق!
2- ومرة يكشف السر للنظارة، ويترك أبطال القصة عنه في عماية؛ وهؤلاء يتصرفون وهم جاهلون بالسر، وأولئك يشاهدون تصرفاتهم عالمين. وأغلب ما يكون ذلك في معرض السخرية، ليشترك النظارة فيها، منذ أول لحظة، حيث تتاح لهم السخرية من تصرفات الممثلين!
وقد شاهدنا مثلا من ذلك قصة أصحاب الجنة:
{إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ، وَلا يَسْتَثْنُونَ، فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ، فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} .
وبينما نحن نعلم هذا، كان أصحاب الجنة يجهلونه:
{فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ، أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ، فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ، أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ، وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} .
وقد ظلمنا نحن النظارة نسخر منهم، وهم يتنادون ويتخافتون، والجنة خاوية كالصريم؛ حتى انكشف لهم السر أخيرًا بعد أن شبعنا تهكمًا وسخرًا: {قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ، بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} وذلك جزاء من يحرم المساكين!
فهذا لون من التناسق كذلك، يضاف إلى نظائره هنالك.
3- ومرة يكشف بعض السر للنظارة، وهو خاف على البطل في موضع، وخاف على النظارة وعن البطل في موضع آخر؛ في

نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست