responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 245
قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
ففي هذا الاستعراض يتجسم للخيال مشهد من ثلاث فرق:
الضعفاء: الذين كانوا ذيولًا للأقوياء وهم ما يزالون في ضعفهم، وقصر عقولهم، وخور نفوسهم. يلجأون إلى الذين استكبروا في الدنيا، يسألونهم الخلاص من هذا الموقف، ويعتبون عليهم إغواءهم في الحياة؛ متمشين في هذا مع طبيعتهم الهزيلة وضعفهم المعروف.
والذين استكبروا. وقد ذلت كبرياؤهم، وواجهوا مصيرهم. وهم ضيقو الصدور بهؤلاء الضعفاء، الذين لا يكفيهم ما يرونهم فيه من ذلة وعذاب. فيسألونهم الخلاص، وهم لا يملكون لذات أنفسهم خلاصًا، أو يذكرونهم بجريمة إغوائهم لهم حيث لا تنفع الذكرى. فما يزيدون على أن يقولوا لهم في سأم وضيق: {لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُم} .
والشيطان: بكل ما في شخصيته من مراوغة ومغالطة، واستهتار وتبجح، ومكر "وشيطنة". يعترف لأتباعه -الآن فقط- بأن الله وعدهم وعد الحق، وأنه هو وعدهم فأخلفهم. ثم يمضهم ويؤلمهم، وهو ينفض يديه من تبعاتهم:
{وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} .
لا بل يزيد في تبجحه، فيقول:
{إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} .
حقًّا. إنه لشيطان!

نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست