responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 248
فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .
إن هنا حشدًا من الصور المتتابعة في شريط متحرك: هؤلاء هم قد أوقدوا النار فأضاءت. وفجأت يذهب الله بنورهم، ويخيم حولهم الظلام.. أو ها هي ذي العاصفة: صيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق. وهؤلاء هم مذعورون يتوقعون الصاعقة، ويخافون الموت، فيجعلون أصابعهم في آذانهم؛ وما تغني الأصابع في الآذان؛ ولكنها حركة الغريزة في هذا الأوان. وها هو ذا البرق يخطف البصر، ولكنه ينير الطريق لحظة، فهم يخطون على ضوئه خطوه. وها هو ذا ينقطع فيظلون واقفين، لا يدرون كيف يخطون..
لو سجلت عدسة الصور المتحركة مشهدًا كهذا، بما فيه من الحركة والتتابع، لكانت موفقة كل التوفيق. فكيف والمنظر هنا تسجله الألفاظ، فلا تنقص منه حركة واحدة تستطيع عدسة الصور المتحركة إثباتها؟ لا بل تتيح للنفس متعة أشهى، بأن تدع للخيال عملًا؛ وهو يرسم الصور ويمحوها؛ ويصنع الحركات ويتبعها؛ ويرسم الظلال ويشهدها. والنفس تجيش، والوجدان ينفعل، والقلب يسرع في النبضات، تحت تأثير ماذا؟ تحت تأثير الكلمات!
ومن تمام القول في طريقة القرآن التصويرية أن نجمل هنا ما تفرق في مواضع مختلفة في الكتاب عن الخيال التي يبثها التعبير في التصوير، فهي سمة بارزة فيه، تحدد نوع التصوير ومستواه.
إن المعاني الذهنية والحالات المعنوية، لم تستبدل بها صور

نام کتاب : التصور الفني في القرآن نویسنده : سيد قطب    جلد : 1  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست