نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 246
اجتماعية على أساس قوي متين، وقد كان زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد في هذا السن تعبيرًا دقيقًا وصادقًا عن تمام النضج الاجتماعي، وتقريرًا يعبر بدقة عن نضوج البدن، ليقاوم الحياة الجنسية الجديدة، بحيث لا تضطرب القوة، ويتحكم الناضج حينئذ في ضبط الشهوة نوعًا ما، وخاصة بعد اجتيازه مرحلة المراهقة، التي هي من أخطر المراحل، فلا يسرف فيها، ويحفظ على النفس اتزانها وقوتها.
2- الضابط الثاني للسلوك التربوي القويم هو الزواج، فجمال الزوجة، وملكة التسلية، والإمتاع في حديثها، وغريزة الإيثار والتضحية في سبيل حب زوجها، وغيرها من غرائزها الفطرية تسيطر على عقل الزوج، وتستبد بقلبه، فلا يجد في غير هذا الحلال الطيب بديلًا في الخبيث المحرم، ومن هنا تنحصر الشهوة فيما أحله الله له فقط دون غيره من المحرمات، ثم يتوالى بعد ذلك ما ينظم الشهوة ويضبطها، وهو إنجاب الأولاد وما يحتاجونه من نفقات ورعاية وحفظ وتوجيه وتربية وتعليم وتنمية للغرائر الفطرية، عند ذلك تنحصر الشهوة في إطار ضيق جدًّا مع زوجته ربة البيت وأم الأولاد، والحديث الشريف يحذر من الإفراط "فإنه نور عينيك ومخ ساقيك".
يقول ابن القيم الجوزية: وأما الجماع والباه "النكاح" فكان هديه "أي النبي" فيه أكمل هدي يحفظ به الصحة، ويتمّ به اللذة وسرور النفس، ويحصل به مقاصده التي وضع لأجلها، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلي، أحدها: حفظ النسل ودوام النوع إلى أن تتكامل العدة التي قدر الله بروزها إلى هذا العالم، الثاني: إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن، والثالث: قضاء
نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 246