نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 69
المغايرة، ثم تكاملت الصورة القرآنية بالحكم القاطع، وهو أن ما سبق تخمين وغير واقعي ولا حقيقي، حين حكم عليه القرآن الكريم بمخالفة الحقيقة، لأنه رجم بالغيب وافتراء عليه، فالله وحده عالم الغيب والحقيقة، وذلك في قول الله تعالى: {رَجْمًا بِالْغَيْب} .
وفي الصورة القرآنية الثانية عبر القرآن الكريم عن قول بعضهم الآخر: {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} ، ويظهر الإعجاز في تصوير العدد الحقيقي لهم في بلاغة صورتين، الأولى تشكلت من حرف واحد، وهو حرف العطف هنا، ولم يأت هناك، وتدل صورته البليغة على أن ما جاء بعده يغاير ما ورد قبله، وهو احتمالات التخمين السابقة المخالفة للحقيقة، لأنها رجم بالغيب، فإذا كان ما قبل حرف العطف غير صحيح، فيلزم بالضرورة أن ما بعده يكون صحيح العدد، وهو الحقيقة، وهي سبعة وثامنهم كلبهم، حتى ينفق ذلك مع الوضع اللغوي لمعنى حرف العطف.
ثم تأكدت هذه الحقيقة بالصورة القرآنية الثانية في قوله تعالى: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} لدلالتها المعجزة على أن علم الله -عز وجل- بعددهم سبق المخلوقات فيفهمهم لحقيقة العدد الصحيح، لأن من وفقهم الله لنور العلم وحقائقه، ليس كل العلماء، وإنما الخيار منهم {مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} لذلك كان علي بن أبي طالب من القليل كما قال عبد الله بن العباس -رضي الله عنه، وجاءت آيات كثيرة تدل على التغاير والنقيض كما بين {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} في قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} [التحريم: 5] .
نام کتاب : التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 69