نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 122
وكان جمع السموات فى سياق (آل عمران) وحذف أداة التشبيه وحذف المضاف (عرض) ؛لأنَّ فى ذلك إبلاغاً فى وصف ما أُعِدَّ للمتقين يتناسب مع سياق السورة القائم على الإبلاغ فى تحقيق الوحدانية وفى تحقيق صفات المصطفين والاتقياء، فكان نظم آية (آل عمران) يحتمل المعنَى معه إرادة الطول والعرض معًا، أيْ عرض الجنّة هذه هو طول وعرض السماوات جميعها والأرض، فلم يذكر كلمة العرض ليشمل إرادة الطول والعرض معاً مضافاً إلى أنها ليستْ طول وعرض سماءٍ واحدةٍ بل السماوات كلها، ومضافاً إلى ذلك - أيضًا - أنَّ عرض هذه الجنة ليس مقارباً أو مشابها عرض السماء والأرض كما فى سورة (الحديد) بل هو طول وعرض السموات جميعاً والأرض بل والأرضين بدلالة جمع السماوات، فالقرآن الكريم لا يجمع الأرض وإنَّما تفهم إرادة الجمع من عطف الأرض على جمع السماء: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأََرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12) .
***
- تكرار أو تصريف نمط تركيبى فى سياق السورة:
يكون فى بعض سور القرآن الكريم إعادةُ بعض الجمل أو الأنماط التركيبية الجزئية على نهجٍ متميِّزٍ لا يكونُ فى غيرها، ومثل هذا فيه دَِلالةٌ على إعتناء السُّورة بما يتضمنه هذا العنصر التركيبيّ المصرف أو المكرّر فيها، لما له من مزيد اعْتلاقٍ بمضمونها وسياقها الكليّ ومقصودها الأعظم، وهذا على ضربين:
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 122