نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 129
واسمه (البر) لم يأت إلا فى قوله - عز وجل -: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} (الطور:28)
واسمه (المليك) لم يأت إلا فى قوله - جل جلاله -: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} (القمر:55)
وإسمه (الفتاح) لم يأت إلا فى قوله - سبحانه وتعالى -: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} (سبأ:26)
***ُ
ومما يحسن استبصاره فى هذا أسماء الجنة والنار واليوم الأخر فان بعض السور تختص باسم غير معهود من ذلك مما ينبىء عن مزيد إعتلاق بين معنى ذلك الاسم وسياقه الجزئي، فالكلي، ثم مقصود السورة الأعظم، وقد يكون فى اختصاص معنى ما بمقصود سورتها خفاءٌ يستوجب مزيد اجتهادٍ فى الاستبصار والتدبر، وان كان اختصاص معناها بسياقها الجزئى أجلى وأظهر.
إنَّ تدبر فرائد المفردات في البيان القرآني ذو عونٍ على حسن فقه المعاني الإحسانية التي بها يتصاعد العبد في مقامات القرب الأقدس
إذا نظرنا فى سورة (البقرة) ألفينا أن فى معجمها اللغوى كلمات لم ترد فى غير سورة البقرة من ذلك كلمة (يسفك) و (فاقع) (إعتمر) (العمرة) (انفصام) (صفوان) (وابل) (طل) (يتخبط) (يربي)
وإذا ما نظرت في سورة (القمر) مثلاً رأيت كلمات التي لم ترد في غير سورة القمر من نحو: (منهمر) ، (دسر) ، (منقعر) ، (أشر) ....
فهذا قليل من مفردات قرآنية خاصة بمعجم سورة "البقرة" وسورة "القمر"ولن يكون اصطفاء هذه المفردات دون غيرها، ولا سيما التى لها ما يقارب دلالتها الا إذا ما كان لهذه المفردات وثيق اعتلاق بسياقها الجزئى أولاً وبسياقها الكليّ ثانياً من أن السياق الجزئيّ عنصر من عناصر بناء السياق الكليّ للسورة الذى يهيمن عليه المقصود الأعظم لتلك السورة وأن تحدرت على لاحبه موضوعات عديدة متنوعة إلاَّ أنَّها فى تعددها وتنوعها خاضعة لسلطان روح واحد مهيمن عليها ومعدن الجمال والكمال إنَّما هو تنوع العناصر فى وحدة تسوقها إلى غاية عظمة مثلما الكون كلُّه على اختلاف أجناسه وأنواعه مسوق إلى تحقيق عبوديته لله رب العالمين الواحد القهار.
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد جلد : 1 صفحه : 129