responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 247
وممن كانت عنايتة بتدبر وتذوق القيم الصوتية: جرسا وإيقاعًا في البيان القرآني على نحوٍ متميز " سيد قطب" ولا سيّما في كتابه " التصوير الفني في القرآن " [1] وتفسيره " في ظلال القرآن " وهو يقرر أن " التصويرَ هو الأداة المفضَّلة في أسلوب القرآن "، وأنَّ هذا يستوجب أن ندرك حقيقة التصوير ومجالاته، وأن نتوسع في معناه " حتّى ندرك آفاق التصوير الفنّي في القرآن، فهو تصوير باللون، وتصويرٌ بالحركةِ، وتصوير بالتّخييل [2] ، كما أنَّه تصوير بالنغمة تقوم مقام اللون في التمثيل، وكثيرًا ما يشترك الوصف والحوار وجرس الكلمات، ونغم العبارات، وموسيقى السياق،

[1] - حرص " سيد قطب" في خاتمة كتابه أن يبين مراده بنعت التصوير القرآني بأنه " فنيّ" فقرر أنّه حين فعل ذلك لم تكن كلمة " فنّ" قد ساء استخدامها وحملت من المدلول الاجتماعيّ ما لا يليق،، فهو لم يكن يعلم من الكلمة إلا (جمال العرض وتنسيق الأداء وبراعة الإخراج) ولم يكن يرمي إلى معنى التلفيق والاختراع والتخيُّل لما ليس له حقيقة، ولما لا يسنده الواقع، وانتهى إلى أنّ (الفنّ في القرآن إبداعٌ في العرض [أي إتيان بما لم يسبق إليه] وجمال في التنسيق، وقوة في الأداء) ومن ثَمَّ لا يقوم ما جابهه به بعض النقاد واعترضوا به على كلمة (التصوير الفنيّ)
[2] - التخييل هو إقامة المتلقي مقاما يستحضر في بصيرته ما يصوره البيان له، فتسمع أذنه صورة المعنى ويستحضر قلبه واقع المعنى كأنّه يبصره، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصور للصحابة ما غاب عن إدراكهم تصويرًا كأنهم يرونه رأي عين كما جاء في صحيح السنة، فذلك من تخييل الحقيقة للسامع وتقريبها إليه أو تقريبه منها، أمَّا البيان فليس مصورًا ما ليس بواقع بل هو واقع وإن كان غير منظور بعين الرأس. وعلى هذا فالتصوير القرآني لايقوم من التخيّل لما ليس بواقع، بل يقوم بتخييل الحقيقة وتقريبها للمتلقين.
نام کتاب : العزف على أنوار الذكر نویسنده : محمود توفيق محمد سعد    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست