نام کتاب : القرآن ونقض مطاعن الرهبان نویسنده : الخالدي، صلاح جلد : 1 صفحه : 293
وهذا كُفْرٌ بالله، وتجسيم وتَحديدٌ له، وتَجزئةٌ وتَقسيم له، وفَصلُ جُزْءٍ
منْه عَنْه!.
ولقد كانت الآيةُ دقيقةً في الإخبارِ عن المسيحِ - عليه السلام -: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ) .
وتكلَّمْنا عن معنى كون عيسى - عليه السلام - كلمةً في المسألةِ السابقة، ونُبَيّنَ هنا معنى قولِه تعالى: (وَرُوحٌ مِنْهُ) : فقد وَصَفَ اللهُ عيسى - عليه السلام - بأنه روحٌ من الله.
وفَرْق بعيد بين قولِه: روحٌ من الله، وقوله: روحُ الله.
لو قالَ: إِنه روحُ الله لكانَ المعنى أَنَّ لله روحاً مادية، كانَتْ فيه،
موجودةً داخِلَه، كما توجَد روحُ أَحَدِنا في كيانِه، ثم أَخرجَ اللهُ روحَه من
داخلِه وجَعَلَها عيسى، وهذا الكلامُ لا يَقولُه عاقل!.
عيسى - عليه السلام - "روحٌ من الله".
أَيْ خَلَقَ اللهُ روحَ عيسى - عليه السلام -، كما يَخلقُ روحَ أَيِّ إِنسانٍ آخَر، وهذا معناهُ أَنَّ هذه الروحَ غيرُ الله! وحَرْفُ الجَرِّ " مِنْ "
في الآيةِ للبيان، كما أَنه للابتداء.
أَي: الروحُ التي جعلَها اللهُ في عيسى - عليه السلام - هي روحٌ من عندِ الله.
حَرْفُ الجَرِّ " من " في قوله تعالى: (وَرُوحٌ منه) عند الفادي وأَهْلِ ملَّتِه
للتبعيض، أَيْ أَنها جزءٌ وبعفق انفصلَ عن الله ودَخَلَ مريم وصارَ عيسى! بينما هذا الحرفُ عند المسلمين للبيانِ والابتداء، كما وَضَّحْنا!.
3 - عيسى ابن من؟ :
عيسى هو ابنُ مريمَ - عليها السلام -، وذَكَرَ القرآنُ ذلك أَكثر من مَرَّة، وقد شاءَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَه بدونِ أَب..
ولكنَّ الفادي الكافرَ يَقولُ: إِنَّه ابنُ الله.
قال: " انفردَ المسيحُ عن سائرِ البشرِ بولادتِه من عذراء! فلماذا تَميَّزَ عن سائرِ الأَنبياءِ بدخولِه عالَمَنا بهذه الطريقةِ المعجزيَّة؟.،.
إِنه كلمةُ الله وروحُ الله، حَلَّ في أَحشاءِ العذارء، وتَجسَّدَ وظهرَ بينَ الناسِ، آيةً ورحمةً للعالَمين ... فهو ابْن مَنْ أُمُّه؟
مريمُ..
ومَنْ أَبوه؟ الله.
(فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) .
نام کتاب : القرآن ونقض مطاعن الرهبان نویسنده : الخالدي، صلاح جلد : 1 صفحه : 293