نام کتاب : القرآن ونقض مطاعن الرهبان نویسنده : الخالدي، صلاح جلد : 1 صفحه : 603
شهادةً له تُقررُ أَنه من عندِ الله، أَوحى به إِلى محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وليس شُبهةً تُوَْجَّهُ ضِدَّه، كما فَعَلَ ذلك الفادي المفترِي.
وأَخْبَرَنا اللهُ في القرآنِ أَنه جعلَ القرآنَ مُصدِّقاً لما قبلَه من التوراةِ
والإِنجيل، قال تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) .
والقرآنُ ليس مجردَ مصدّقٍ للتوراةِ والإِنجيل، وإِنما هو مهيمنٌ عليهما،
فهو الحاكمُ عليهما، وهو المرجعُ لما وَرَدَ فيهما، لأَنَّ اللهَ أَنزلَه بعدهما "
قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) .
ونُذَكِّرُ بحقيقةٍ قاطعةٍ هي أَنَّ القرآنَ مُصَدِّق للتوراةِ الربانية، التي أَنزلَها اللهُ
على موسى - عليه السلام -، وللإِنجيلِ الربانيّ الذي أَنزلَه اللهُ على عيسى - عليه السلام -..
أَمّا التوراةُ التي بينَ أَيدي اليهودِ الآنَ فإِنَّ القرآنَ مُكَذِّبٌ لما فيها من أَخطاء
وأَكاذيب، لأَنها من تأليفِ الأَحبار الكافرين.
والأَناجيلُ التي بين أَيدي النصارى الآن يُكَذّبُ القرآنُ ما فيها من أَكاذيب، لأَنها من تأليفِ الرهبان!!.
***
حول إنزال القرآن مفرقاً
شاءَ اللهُ الحكيمُ إِنزالَ الكتبِ السابقةِ جملةً واحدة، وشاءَ الحكيمُ
سبحانه أَنْ لا يكونَ إِنزالُ القرآنِ كذلك، ولذلك أَنزلَه مُفَرَّقاً مُنَجَّماً، واستمرَّ إِنزالُه مدة البعثة، التي كانت ثلاثةً وعشرين عاماً.
وقد أَثارَ الكفارُ السابقونَ اعتراضاً وإِشكالاً على ذلك، واقترحوا أَنْ
ينزلَ القرآنُ جملةً واحدة، كالكتبِ السابقة، وذَكَرَ اللهُ قولَهم ورَدَّ عليه في أَكثر من آية.
نام کتاب : القرآن ونقض مطاعن الرهبان نویسنده : الخالدي، صلاح جلد : 1 صفحه : 603