responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعجزة الكبرى القرآن نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 94
أجزاء الكلام، ويلتئم بعضه ببعضه فتقوم له صورة في النفس فيتكلم بها البيان" وإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفناه، فقد علم أنه ليس المغرد بذرب اللسان وطلاقته كافيًا في هذا الشأن، ولا كل من أوتي حظًّا من بديهة حاضرة وعارضة كان ناهضًا بحمله ومضطلعًا بعبئه، ما لم يجمع إليها سائر الشروط التي ذكرناها على الوجه الذي حدَّدناه، وأنَّى لهم ذلك، ومن لهم به[1]: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88] .
وإنَّ الشروط التي ذكرها في آنف قوله هو اختيار الألفاظ من ناحية معانيها، وقوة تماسكها بعضها ببعض، وأشار إلى أنَّ الألفاظ قد تكون مترادفة في الظاهر، ولكن عند التحقق في مرماها يكون الاختلاف، وإن كان المعنى الجملي واحدًا.
وإنَّ الناظر إلى أسلوب القرآن الكريم في الخطاب والبيان يجده مختلفًا، فمثلًا أحيانًا يكون بالاستفهام، والاستفهام أحيانًا للتوبيخ، وأحيانًا للتقرير، وأحيانًا يكون للتنبيه، والكلام يكون بإطناب لا حشو فيه قط، ومعاذ الله أن يكون في كلامه تعالى ما يشبهه، وفي الإطناب يكون تكرار القول، وأحيانًا يكون الكلام إيجازًا ليس فيه إخلال، وأحيانًا يكون الكلام تهديدًا تضطرب له القلوب وتفزع، وأحيانًا يكون توجيهًا يدعو إلى التأمل والفكر، وأحيانًا ببيان أحكام الحلال والحرام وتوجيه أنظار المكلفين إلى حكمها، وكل ذلك في أسلوب متناسب مؤتلفة ألفاظه، ومؤتلفة معانيه، بحيث يتكّون من الجميع صورة بيانية متناسقة في معانيها مؤتلفة في ألفاظها لا ينبو واحد منها في لفظ أو معنى، بل يتآخى الجميع.

[1] رسالة الخطابي ص37.
نام کتاب : المعجزة الكبرى القرآن نویسنده : أبو زهرة، محمد    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست