فَعَاقَبْتُمْ} [1] يقول إلى الكفار ليس بينهم وبين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد يأخذون به فغنموا غنيمة إذا غنموا أن يعطوا زوجها صداقها الذي ساق منها من الغنيمة ثم يقسموا الغنيمة بعد ذلك ثم نسخ هذا الحكم وهذا العهد في براءة[2] فنبذ إلى كل ذي عهد عهده.
ومن [سورة المزمل]
وعن قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [3] ففرض الله عز وجل: قيام الليل في أول هذه السورة فقام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم فأمسك الله خاتمتها حولا ثوم أنزل الله عز وجل: التخفيف في آخرها قال عز وجل: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [4] فنسخت هذه الآية ما كان قبلها من قيام الليل فجعل قيام الليل تطوعا بعد فريضة وقال {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [5] وهما فريضتان لا رخصة لأحد فيهما. [1] الممتحنة 11. وينظر النحاس 249 ومكي 378 وفيهما قول قتادة. [2] الآية 5. وهي آية السيف. [3] المزمل 1 - 4. [4] المزمل 20. [5] المزمل 20. وينظر ابن حزم 135، النحاس 251، ابن سلامة96، مكي 382، ابن اللجوزي 214، العتائقي 81، ابن المتوج 200وينظر أيضا: زاد المسير 8/388، التسهيل لعلوم التنزيل 4/156.