نام کتاب : أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل نویسنده : الرازي، زين الدين جلد : 1 صفحه : 558
سورة عبس
* * *
فإن قيل: كيف قال الله تعالى: (كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ) ثم قال سبحانه وتعالى: (فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ) ولم يقل ذكرها؟
قلنا: الضمير المؤنث لآيات القرآن أو لهذه السورة، والضمير في قوله تعالى: (ذَكَرَهُ) راجع إلى القرآن، وقيل: إنه راجع إلى معنى
التذكرة وهو الوعظ والتذكير لا إلى لفظها.
* * *
فإن قيل: في قوله تعالى: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) روى أن عمر رضى الله تعالى عنه قرأ هذه الآية وقال: كل هذا قد عرفنا فما الأبُّ؟
ثم قال: هذا لعمر الله التكلف، وما عليك يا عمر أن لا تدرى ما الأبُّ.
ثم قال: اتبعوا ما تبين لكم من هذا البيان وما لا فدعوه، وهذا شبيه
النهى أن تتبع معانى القرآن والبحث عن مشكلاته؟
قلنا: لم يرد بقوله ما ذكرت، ولكن الصحابة رضى الله عنهم كانت أكثر همهم عاكفة على العمل، وكان الاشتغال بعلم لا يعمل به تكلفا
عندهم فأراد أن الآية مسوقة في الإمتنان على الإنسان بمطعمه واستدعاء شكره، وقد علم من فحوى الآية أن الأب بعض ما أنبته
الله تعالى للإنسان متاعاً له ولأنعامه. فكأنه قال: عليك بما هو الآهم وهو الشكر على ما تبين لك ولم يشكل مما عدد من نعمه تعالى، ولا
تتشاغل عنه بطلب معنى الأب ومعرفة النبات الخاص، واكتف بمعرفته جملة إلى أن يتبين لك في وقت آخر، وعن أبى بكر رضى الله عنه أنه سئل عن الأب فقال: أيُّ سماء تظلني وأى أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله تعالى بما لا علم لي به، وأكثر المفسرين
نام کتاب : أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل نویسنده : الرازي، زين الدين جلد : 1 صفحه : 558