سُرْتُ إليه في أَعَالِي السُّورِ (1)
قال: وسور المجد أعاليه. أي ينفخ في صُوَرِ الناس.
وقال غيره: الصُّور القَرْن بلغة قوم من أهل اليمن، وأنشد:
نَحْنُ نَطَحْناهمْ غَداةَ الْجَمعَيْن ... بالضَّابِحَاتِ في غُبارِ النَّقْعَين (2)
نَطْحًا شدِيدًا لا كَنَطحِ الصُّورَين
وهذا أعجب إليَّ من القول الأول [3] لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله [4] : "كيف أَنْعَمُ وصاحب القرْن قد التَقَمه وحنَى جبْهَته، ينتظر متى يؤْمر فينفخ" [5] .
* * *
9- و (اللَّعنُ) في اللغة أصله الطّرْد. ولعن الله إبليس: طرده حين قال: {اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا} [6] ثم انتقل ذلك فصار قولا. قال الشماخ: -وذكر ماء-
(1) ديوانه 27 واللسان 6/ 52، 55، وتفسير الطبري 1/ 104 (طبع المعارف) ومجاز القرآن 5، 196. ومعنى سرت: وثبت.
(2) الأول والثالث في اللسان 6/ 146 "لقد نطحناهم"، والضابحات: الخيل الصاهلة. [3] في اللسان 6/ 146 "قال أبو الهيثم: اعترض قوم فأنكروا أن يكون الصور قرنا، كما أنكروا العرش والميزان والصراط، وادعوا أن الصور: جمع الصورة، ورووا ذلك عن أبي عبيدة. قال أبو الهيثم: وهذا خطأ فاحش وتحريف لكلمات الله عن مواضعها، لأن الله قال: (وصوركم فأحسن صوركم) ففتح الواو. قال: ولا نعلم أحدا من القراء قرأها: فأحسن صُوْرَكم، وكذلك قال: (ونفخ في الصور) فمن قرأ: ونفخ في الصوَر، أو قرأ: فأحسن صُوْركم، فقد افترى الكذب وبدل كتاب الله. وكان أبو عبيدة صاحب أخبار وغريب ولم يكن له معرفة بالنحو". [4] الحديث في اللسان 6/ 146 عن أبي سعيد الخدري. [5] في اللسان بعد ذلك "قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل". [6] سورة الأعراف 18.