بالتخفيف، أراد: لا يجدونك كذابا ولكنهم بآيات الله يجحدون. أي ينكرونها بألسنتهم وهم مستيقنون [أنك] لم تكذب ولم تأت بها إلا عن الله تبارك اسمه.
* * *
12- و (الكُفْرُ) في اللغة من قولك كَفَرْتُ الشيءَ إذا غَطَّيته. يقال لليل كافر لأنه يستر بظلمته كل شيء. ومنه قول الله عز وجل: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [1] يريد بالكُفَّار الزُّرَّاع. سمّاهم كفّارًا لأنهم إذا ألقوا البذر في الأرض كفَرُوه أي: غطوه وستروه، فكأن الكافر ساتر للحق وساتر لنعم الله عز وجل.
* * *
13- و (الظلم) في اللغة وضع الشيء غير موضعه.
ومنه ظُلْمُ السِّقَاءِ وهو شُرْبُهُ قبل الإدْرَاك؛ لأنَّه وضع الشُّرْب غيرَ موضعه.
وظلم الجَزُورِ وهو نَحْرُه لغير عِلَّة.
ومنه يقال: من أشبه أباه فما ظَلَمَ [2] أي: ما وضع الشبه غير موضعه. ومنه قول النابغة:
والنُّؤْيُ كالحَوْضِ بالمَظْلُومَةِ الجَلَدِ (3) [1] سورة الحديد 20. [2] جمهرة الأمثال 185.
(3) صدره
"إلا الأوارى لأيا ما أبينها"
وهو في ديوانه 25 واللسان 4/ 99 وشرح القصائد العشر 291 والأواري: جمع آري وهو محبس الدابة، واللأي: البطء وفي اللسان 15/ 269 "والنؤى: الحاجز حول البيت من تراب، فشبه داخل الحاجز بالحوض- بالمظلومة، يعني أرضا مروا بها في برية فتحوضوا حوضا سقوا فيه إبلهم وليست بموضع تحويض. يقال: ظلمت الحوض: إذ عملته في موضع لا تعمل فيه الحياض" والجلد: الأرض الصلبة.