نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 211
بالرفيق الأعلى، فإن بقاءهم على الأرض لم يعد ذا جدوى، والناس غير الذين كانوا يعرفونهم، وقد انقطعت الوشائج وتغيرت العادات والأساليب المعيشية فهم في أعين الناس أشبه بالذكرى الحية منهم بالأشخاص الواقعية. {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا} .
لقد تحققت العظة والعبرة من خروجهم بعد رقودهم فكانوا مثلًا محسوسًا على البعث بعد الموت.
ثم يعرض المشهد الخامس والأخير، والناس يتناقشون في أمرين يتعلق بهم: عددهم، والمدة التي لبثوا في الكهف.
إن هذه الفجوات من خلال أحداث القصة مقصودة، وهي تضفي جو المشاركة من السامع وتطلعًا إلى التفاصيل.
ولو ذكرت الأحداث الجزئية لتبلد حسه ولتلقي الأحداث بخمول ذهن وبروده مشاعر.
وتنتهي القصة في المشهد الخامس بعرض صورة المتجادلين، ومقولة الحق في ذلك وفي المدة التي قضوها في الكهف.
وبالتوجيه الرباني بأن يلتجئ العباد إلى فاطر السماوات والأرض فكما التجأ أهل الكهف إليه فآواهم وهيأ لهم من أمرهم رشدًا وخلد ذكراهم بين الاتقياء الصالحين.
فكذلك يا محمد اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك، واتكل على ربك فإنه ملجؤك وملاذك ولن تجد من دونه ملتحدًا.
نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 211