نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 165
أما ما أثاره المستشرقون من شبهات حول تفسير الآية فمغالطة عليم أو سفه جهول: فإنهم زعموا أن لا قبل لباحث بتحديد عمر النبي في بدء الوحي[1], وعلل بعضهم تعذر هذا التحديد باضطراب الروايات وتناقضها[2] بينما فسره بعضهم الآخر بما درج عليه العرب وأكثر الساميين من إضفاء صفة سحرية على رقم الأربعين الذي ينطوي على أعمق الأسرار[3].
ومغالطتهم -على علم- تتمثل في معرفتهم كذب دعواهم فيما زعموه من اضطراب الروايات، فإن تعدد الروايات لا يستلزم الاضطراب حتما، وإنما يقع التناقض والتضارب إذا تعادلت الروايات وتساوت وتعذر الترجيح بينها كما ذكر نقاد الحديث في مصطلحهم العلمي الدقيق[4]، فأما إذا رجحت رواية على أخرى فما من فرصة بعد للقول بالتناقض، ولينقل المؤرخون عشرات الروايات في عمر النبي[5] فسيظل الرأي الأشهر هو الرأي الأصح كما رجحه المحققون من أهل التفسير[6].
وجهل المسشرقين أو تجاهلهم يتمثل في حيرتهم الحقيقية أو المصطنعة لدى تحديد الرقم السحري المليء بالأسرار عند العرب والساميين, فهو الأربعون [1] ذهب إليه بلاشير في مستهل ترجمته للقرآن. انظر:
Blachere, traduction, t. II, p.1. [2] انظرمقالة الأدب لامنس في الجريدة الأسيوية:
Lammens, l'Age de Mahomet et la chronologie de la Sira "Journal asiatique 1911". [3] استند بلاشير -للقول بهذا- إلى مقالتين نشرتا في مجلة ألمانية تصدر في ليبزيغ تدعي:
Zeitschrift der Deutschen Morgenl Adischen Gesellschaft.
أولهاما في المجلد 61 وكتبه كونيج Konig والأخرى في المجلد 65 وكتبه ريشر Rescher. [4] انظر تدريب الراوي "للسيوطي" 93 وتوضيح الأفكار "للصنعاني" 2/ 47، وقارن بكتابنا "علوم الحديث" ص193. [5] راجع أهم هذه الروايات في "الطبقات الكبرى" لابن سعد 2ق 2/ 82. [6] انظر على سبيل المثال تفسير ابن كثير 2/ 410، وقد بدأ ابن كثير هنا بالرأي المشهور القائل بأن مدة إقامته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة أربعون سنة، ثم عقبه برأي لسعيد بن المسيب: أنها ثلاث وثلاثون، ثم قال: والصحيح المشهور الأول.
نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 165