نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 252
جمع القراءت السبع، وكان ابن مجاهد قد أخذ القراءة عن شاذان الرازي الذي عنه أخذ أيضا كل من ابن مقسم وابن شنبوذ، ولكن اشتراك الثلاثة في التلقي عن شيخ واحد لم يمنع ابن مجاهد من التشدد مع زميليه[1] لإجماع القراء في عهده على الأخذ بالأثبت في الأثر والأصح في النقل, وليس الأفشى في اللغة والأقيس في العربية[2]، ومع ذلك عني بعض اللغويين والنحاة بتتبع القراءات الشاذة فألف ابن خالويه "ت سنة 370هـ" كتابا في هذه القراءات سماه "المختصر في شواذ القراءات"[3] وصنف ابن جني[4] كتابه "المحتسب في توجيه القراءات الشاذة"، ووضع أبو البقاء العكبري[5] كتابا أوسع وأشمل سماه "إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن"، ولم يتردد بعض العلماء في إطلاق القول بأن "توجيه القراءة الشاذة أقوى في الصناعة من توجيه المشهورة6"، ووجدوا في توجيه الشاذ عونا على معرفة صحة التأويل, فقراءة ابن مسعود "وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْمَانَهُمَا" بدلا من "أَيْدِيَهُمَا" ساعدت على فهم [1] وقد أشار المستشرق بلاشير إلى ذلك من غير أن يجد له تعليلا منطقيا. انظر:
Blachere, Intro.cor., p.128, note 169.
والتعليل الطبيعي لهذا كله ما ذكرناه من ضرورة الاعتماد على النقل الصحيح في أمثال هذه الموضوعات. [2] الإتقان 1/ 130. [3] وقد نشر المستشرق برجشتراسر Bergstrasser هذا الكتاب في القاهرة سنة 1934 وهو المجلد السابع من "مجموعة المكتبة الإسلامية".
T. Vll, Bibliotheca Islamica وابن خالويه هو الحسين بن أحمد، أبو عبد الله الهمذاني, إمام في العربية, له كتب كثيرة أشهرها الاشتقاق وكتاب ليس, وكتابه عن شواذ القراءات. توفي في حلب سنة 370 "بغية الوعاة ص 232". [4] هو أبو الفتح عثمان بن جني، من أئمة اللغة والنحو، له كتاب الخصائص، وسر الصناعة والتصريف، توفي سنة 392 انظر "نزهة الألباء ص 406". أما كتابه "توجيه القراءات الشاذة" فمنه نسخ مخطوطة في دار الكتب بالقاهرة. [5] هو عبد الله بن الحسين المشهور بأبي البقاء العكبري، توفي سنة 616 "انظر ترجمته في بغية الوعاة 281" وكتابة "إملاء ما من به الرحمن" طبع في المطبعة الميمنية بالقاهرة سنة 1321.
6 البرهان 1/ 341.
نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 252