نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 92
يعمر[1]، ونصر بن عاصم الليثي[2].
أما أبو الأسود الدؤلي فقد اشتهر بأنه سبق إلى وضع مسائل في العربية[3] بأمرعلي بن أبي طالب، ويبدو أن نقطة القرآن لم يكن إلا امتدادًا لما يظن من سبقه هذا[4]. ويتناقلون قصة في هذا الموضوع تومئ إلى شدة غيرته على لغة القرآن، فقد سمع قارئًا يقرأ قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [5]، فقرأها بجر اللام من كلمة "رسوله"، فأفزع هذا اللحن أبا الأسود وقال: عز وجه الله أن يبرأ من رسوله! ثم ذهب إلى زياد وإلي البصرة وقال له: قد أجبتك إلى ما سألت. وكان زياد قد سأله أن يجعل للناس علامات يعرفون بها كتاب الله[6]، فتباطأ في الجواب حتى راعه هذا الحادث. وهنا جد جده، وانتهى به اجتهاده إلى أن جعل علامة الفتحة نقطة فوق الحرف، وجعل علامة الكسر نقطة أسفله، وجعل علامة الضمة نقطة بين أجزاء الحرف، وجعل علامة السكون نقطتين7"، ويرى بعض العلماء أن أبا الأسود إنما نقط القرآن بأمر عبد الملك بن مروان[8]. وعسير علينا أن [1] ولد يحيى بن يعمر في البصرة في حدود سنة 45، وقضى شطرًا من حياته في العراق، ثم هاجر إلى خراسان، كان هواه مع علي وشيعته "انظر وفيات الأعيان 2/ 227، ط. سنة 1310" ولعل الحجاج نفاه إلى خراسان بهذ السبب. يقال: إنه روى في حداثته عن ابن عباس وابن عمر، وروى عنه قتادة "ت سنة 188" وقد أصبح ابن يعمر قاضي مرو وفي تلك المدينة توفي سنة 129 "انظر وفيات الأعيان 2/ 226، ط. سنة 1310؛ غاية النهاية في طبقات القراء ص381، بغية الوعاة ص417". وفي سير النبلاء 4/ 251 أن وفاته قبل التسعين. [2] نصر بن عاصم الليثي هو أحد قراء البصرة، أخذ عن أبي الأسود الدؤلي ويحيى بن يعمر، وأخذ عنه أبو عمرو بن العلاء، توفي سنة 89هـ "انظر بغية الوعاة 403. طبقات القراء 336". [3] البرهان 1/ 378. [4] ولذلك ينقل الزركشي في "البرهان 1/ 250" عن المبرد قوله: "أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي". ومثله في المحكم؟. [5] سورة التوبة 3. [6] في البرهان 1/ 250-251 "وذكر أبو الفرج: أن زياد بن أبي سفيان أمر أبا الأسود أن ينقط المصحف".
7 الزرقاني، مناهل العرفان 1/ 401. وقارن بالإيضاح لابن الأنباري 16/ 1-17/ 1. [8] الإتقان 2/ 290.
نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح جلد : 1 صفحه : 92