responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور نویسنده : أبو العلاء، عادل بن محمد    جلد : 1  صفحه : 101
وصوراً من هَذَا الخفاء، وَمَا نظنُّ احتفال الْمُفَسّرين قَلِيلا بِهَذَا النَّوْع لدقته وَحسب، بل لقلَّة جدواه، وَكَثْرَة التَّكَلُّف فِيهِ.. فَإِنَّهُم يقطعون أنفاسهم من شدَّة اللهاث وهم يَلْتَمِسُونَ بَين سورتين لفظين يتشابهان، أَو آيَتَيْنِ تتناظران، حَيْثُمَا كَانَ موضعهما من السُّورَة.. فِي الْبِدَايَة أَو الْوسط أَو الختام {)) [1] .
وَبعد أَن يذكر الشَّيْخ صبحي الصَّالح نماذج لما يرَاهُ تعسُّفاً فِي الرَّبْط بَين السُّور يَقُول: ((.. وأياً مَا يكن تكلُّف المتكلفين فِي إبراز التناسب بَين الْآيَات والسور، فمما لَا ريب فِيهِ أَن الْمُفَسّرين الْمُحَقِّقين جنَوا أطيب الثَّمر لمَّا ضربوا صفحاً عَن كل تعسف، ووسعهم أَن يقتنعوا - ويقنعوا الدارسين - بِأَن هَذَا الْقُرْآن الَّذِي نزل فِي نيِّفٍ وَعشْرين سنة - فِي أَحْكَام مُخْتَلفَة، ولأسباب متباينة - قد تناسقت الْآيَات فِي كل سورةٍ من سوره أكمل تناسق وأوفاه، حَتَّى أغْنى تناسقها فِي مَوَاطِن كَثِيرَة عَن التمَاس أَسبَاب نُزُولهَا، وعوَّض انسجامها الفنيُّ وَاقعهَا التاريخيَّ.. ثمَّ بَدَت السُّور كلهَا - بآياتها المتناسقة - مئة وَأَرْبع عشرَة قلادة طوَّقت جيد الزَّمَان} )) [2] . انْتهى كَلَام الشَّيْخ صبحي الصَّالح - رَحمَه الله - فِيمَا يتَعَلَّق بِهَذَا الْمَوْضُوع، وَقد آثرتُ نَقله كَامِلا على طوله لما احتواه من نقاط جَيِّدَة لَا أختلف مَعَه عَلَيْهَا، وَلَعَلَّ أهمها هِيَ التخوف من الْآثَار السَّيئَة للتكلُّف فِي الْبَحْث عَن أَسبَاب التناسب بَين السُّور، وللتعسُّف فِي تجلية وجوهها.. من غير احتكام إِلَى الْقَوَاعِد الضابطة لهَذَا الشَّأْن، وَالَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا هُوَ نَفسه فِي سِيَاق حَدِيثه.
وَلَكِن الْأَمر الَّذِي أختلف مَعَه فِيهِ، هُوَ دعوتُه إِلَى إغلاق مجَال الْبَحْث فِي

[1] مبَاحث فِي عُلُوم الْقُرْآن، ص 155، 156
[2] السَّابِق، ص 157
نام کتاب : مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور نویسنده : أبو العلاء، عادل بن محمد    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست