responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور نویسنده : أبو العلاء، عادل بن محمد    جلد : 1  صفحه : 119
التَّعْلِيم: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} ليطمئنه إِلَى أَن هَذَا الْوَحْي، وَحفظ هَذَا الدّين، وَجمعه، وَبَيَان مقاصده، كل أُولَئِكَ موكولٌ إِلَى صَاحبه، ودورُه هُوَ التلقي والبلاغ، فليطمأنَّ بَالا، وليتلقَّ الْوَحْي كَامِلا، فيجده فِي صَدره مَنْقُوشًا ثَابتا، وَهَكَذَا كَانَ)) [1] .
ثمَّ يَقُول - رَحمَه الله -: ((.. وبالإضافة إِلَى مَا قُلْنَاهُ فِي مُقَدّمَة السُّورَة عَن هَذِه الْآيَات، فَإِن الإيحاء الَّذِي تتركه فِي النَّفس هُوَ تكفُّل الله الْمُطلق بشأن هَذَا الْقُرْآن: وَحيا، وحفظاً، وجمعاً، وبياناً، وإسنادُه إِلَيْهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بِالْكُلِّيَّةِ، لَيْسَ للرسول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أمره إِلَّا حملُه وتبليغُه، ثمَّ لهفةُ الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَشدَّة حرصه على اسْتِيعَاب مَا يُوحى إِلَيْهِ، وَأَخذه مَأْخَذ الْجد الْخَالِص، وخشيتُه أَن ينسى مِنْهُ عبارَة أَو كلمة، مِمَّا كَانَ يَدعُوهُ إِلَى مُتَابعَة جِبْرِيل - عَلَيْهِ السَّلَام - فِي التِّلَاوَة آيَة آيَة، وَكلمَة كلمة، يستوثق مِنْهَا أَن شَيْئا لم يفُتْه، ويتثبت من حفظه لَهُ فِيمَا بعد، وتسجيل هَذَا الْحَادِث فِي الْقُرْآن المتلوِّ لَهُ قِيمَته فِي تعميق هَذِه الإيحاءات الَّتِي ذكرنَا هُنَا وَفِي مُقَدّمَة السُّورَة بِهَذَا الْخُصُوص)) [2] .
ولننظر فِي أَمر هَذَا (الجدِّ الْخَالِص) الَّذِي ردَّ إِلَيْهِ سيد قطب آيَات السُّورَة، وَجعله المحور الَّذِي تَدور عَلَيْهِ.
أَلَيْسَ هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ بِالنَّفسِ اللوَّامة فِي مطْلعهَا؟! . .
ثمَّ بِالْإِشَارَةِ إِلَى أُولَئِكَ الَّذين يحسبون أَن الْمَوْت هُوَ نِهَايَة الرحلة؛ وَلذَلِك يُرِيدُونَ ليفجروا فِي حياتهم من غير أَن يشعروا بأية مسؤولية تحدُّ من عُتوِّهم،

[1] فِي ظلال الْقُرْآن، 6/3767
هَذَا مَعْطُوف على قَوْله: ((.. هُوَ تكفُّلُ الله الْمُطلق …)) .
[2] فِي ظلال الْقُرْآن، 6/3770
نام کتاب : مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور نویسنده : أبو العلاء، عادل بن محمد    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست