responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة نویسنده : النابلسي، محمد راتب    جلد : 1  صفحه : 7
والتفكّرُ في خَلقِ السماوات والأرضِ نوعٌ من العباداتِ، بل هو مِن أرقى العباداتِ، ففي صحيح ابن حبان عن عطاء أنّ عائشة رضيَ الله عنها قالت: " ... أَتَانِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَتِي، وَقَالَ: ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَامَ إِلَى القِرْبَةِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى بَلَّ الأَرْضَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَىَ جَنْبِهِ، حَتَّى أَتَى بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِصَلاَةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا يُبْكِيكَ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا بِلاَلُ، وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَبْكِيَ وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ اللَّيلَةِ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأرض واختلاف اليل والنهار لآيَاتٍ لأُوْلِي الألباب} ".
انظرْ إلى الشمسِ، وَسَلْ مَن رَفَعَها ناراً، ومن نَصبَها مناراً، ومن ضَرَبها ديناراً، ومَن علّقها في الجوّ ساعةً، يَدِبُّ عقربَاها إلى قيامِ السّاعةِ، ومَن الذي آتاها مِعراجَها، وهَداها أدراجَها، وأحلّها أبراجَها، ونقَّلَ في سماءِ الدنيا سِراجَهَا، الزمانُ هي سببُ حصولِه، ومنشعبُ فروعِه وأصولهِ، وكتابهِ وفصولهِ، لولاها ما اتّسَقتْ أيّامُه، ولا انتظمتْ شهورُه وأعوامُه، ولا اختلف نورُه وظلامُه، ذهبُ الأصيلِ مِن مناجِمِهَا، والشفقُ يسيلُ مِن محاجمِها، تحطّمتِ القرونُ على قرنِها، ولم يَمْحُ التقادمُ لمحةَ حُسْنِها.
لقد صدق اللهُ العظيمُ إذ يقولُ:
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق} [فصلت: 53] .

نام کتاب : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة نویسنده : النابلسي، محمد راتب    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست